قسم التربية والتعليم في العتبة العباسية المقدسة: ينبغي التكاتف للارتقاء بمجتمعنا لينتقل من مستوى لا يعلم الى مستوى يعلم
قسم التربية والتعليم في العتبة العباسية المقدسة: ينبغي التكاتف للارتقاء بمجتمعنا لينتقل من مستوى لا يعلم الى مستوى يعلم
شعبة الإعلام/
خلال حفل افتتاح فعّاليات المؤتمر والورش التطويريّة في مجال محو الأمّية، الذي يقيمه الجهازُ التنفيذيّ لمحو الأميّة في وزارة التربية بالتعاون مع فرقة العبّاس (عليه السلام) القتاليّة ومديريّة تربية محافظة كربلاء المقدّسة، والذي أُقيم اليوم في قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة العبّاسية المقدّسة وسيستمرّ لثلاثة أيّام، أكّدت العتبةُ العبّاسية المقدّسة وعلى لسان عضو مجلس إدارتها الموقّر والمشرف على قسم التربية والتعليم العالي الدكتور عباس رشيد الموسويّ أنّه: " بعد أن أمّنت العتبةُ العبّاسية المقدّسة على هدفها الأسمى والأهمّ وهو خدمة الزائر وتكاملت في هذا الطريق أدواتُها، انتقلت الى هدفٍ آخر ألا وهو خدمة المجتمع، وفي طريق خدمته هناك وسائل ومناهج ودروب، ولا يخفى عليكم أنّ درب العلم هو أسمى تلك الدروب وأولاها بالاهتمام والرعاية".
موضّحاً كذلك: "إنّ إنساننا المعاصر في أزمان الظلام وأزمان أخرى شغلته حياته عن مواصلة درب التعلّم، فدخل في الجهل والظلام، والعتبةُ العبّاسية المقدّسة لها في هذا الصدد تجارب ثلاث.
أوّلها: كان عن طريق لجنةٍ تنقّلت بين أحياء المحافظة ومساجدها واتّخذت من أعمدة تلك المساجد مقرّات لمحو الأمّية، وتخرّج من تلك المساجد المئاتُ من أبناء المدينة.
الثانية: هي تجربة قسم التربية والتعليم، حيث أعدّ برنامجاً لمحو الأميّة كان في البدء خاصّاً بمنتسبي العتبة العبّاسية المقدّسة، وقد أُدخلوا في حلقات ودروس محو الأميّة والحمد لله سجّل البرنامج نجاحاً ملحوظاً.
الثالثة: هي تجربة فرقتنا المتشرّفة باسم المولى أبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وقد عملت على مقاتليها والحمد لله سجّلت نجاحاً باهراً في هذا المجال".
وتابع الموسويّ: "نحن غطاؤنا الإسلام، والإسلام منذ أن تلت الرسالة السماويّة آياتها الأُولى وجاءت مؤكّدةً على تكرار لفظة القراءة لثلاث مرّات، ثمّ نزلت آيةٌ باسم القلم كي يرسّخ الإسلام رسالته بأنّ الإسلام هو دين العلم والتعلّم، والهدف الآخر أنّ القراءة والتعليم هو حقٌّ لابُدّ للإنسان أن يكتسبه، وهذا الحقّ نصّ عليه الإعلانُ العالميّ لحقوق الإنسان، فجعل القراءة والكتابة حقّاً لازماً على الإنسان أن يحظى به".
وكانت هناك كلمةٌ للأستاذ مشتاق عبّاس معن المعاون التربويّ في قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية المقدّسة تطرّق فيها لأمورٍ عديدة، وهذا جانبٌ منها: "قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) إذ تؤسّس هذه الآية المباركة قاعدة تصنيفيّة مهمّة لشرائح البشر، فهم إمّا يعلمون وإمّا لا يعلمون، وقد جاءت صياغة هذه الآية المباركة على أسلوب الاستفهام الاستنكاريّ لاستنهاض الطاقات البشريّة، للارتقاء بالمجتمع من مرحلة لا يعلمون الى مرحلة الذين يعلمون، ولعلّ أحد مصاديق هذه الحركة الاستنهاضيّة هو المؤسّسات التربويّة والتعليميّة على مدى التأريخ، وقد كانت هذه الآية المباركة إحدى القواعد الرئيسة لتشكيل السياسة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة، فتمّ على أساس ذلك تشكيل جهاتٍ معيّنة لبناء برامج تنمويّة وتعليميّة، كان أوّلها لجنة التربية والتعليم الموقّرة التي نهضت بتشكيل السياسة العامّة للتربية والتعليم في العتبة العبّاسية المقدّسة، وأسّست لجنة التربية والتعليم في العام الدراسيّ (2011 / 2012) المؤسّسات الأولى التربويّة والتعليميّة التابعة للعتبة المقدّسة، ثمّ انبثق من رحم هذه اللّجنة المباركة قسمُ التربية والتعليم العالي الذي تسلم مهامّ ما قد بدأته اللّجنة لتحقيق هذه الغاية السامية ولبناء مجتمعٍ يعلم، متجاوزاً المجتمع الذي لا يعلم".
وتابع معن: "لذا دأبت العتبةُ العبّاسية المقدّسة على تخليص مجتمع المؤسّسات العامل داخل تشكيلاتها من هذه الآفة الكبيرة -آفة الأمّية-، وعملت على رصد الذين لا يمتلكون مهارتي القراءة والكتابة أو يمتلكونها لكن بمستوى ضئيل، فعمدت الى تشكيل برنامج محو الأميّة لمنتسبي العتبة المقدّسة، واستمرّ هذا البرنامج وانتقل من أروقتها الى الأقضية والنواحي المحيطة بمركز المدينة فضلاً عن مركزها، للمساهمة مع الأجهزة الحكوميّة في وزارة التربية على الانتقال والارتقاء بالمجتمع من المستوى الأمّي الى المستوى غير الأمّي".
مبيّناً: "ثمّ جاءت المبادرةُ الطيّبة من فرقة العبّاس (عليه السلام) القتاليّة وهي مبادرةٌ ينبغي الوقوف عندها بإكبار، لتُكمل ما بدأته العتبةُ العبّاسية المقدّسة، فكانت هذه المبادرة ليست فقط لتعليم المقاتلين مهارتي القراءة والكتابة، وإنّما للارتقاء بأساليب القتال في ساحة الوغى فكانت خطوةً في الاتّجاه الصحيح، وهذا الملتقى في هذه القاعة هو جزءٌ من مشروع ينبغي أن يوسّع وهو التكاتف بين الأجهزة الحكوميّة وغير الحكومية للارتقاء بمجتمعنا لينتقل من مستوى لا يعلم الى مستوى يعلم".