دورات شاملة تُعدُ الأكبر من نوعها ... قسم التربية والتعليم العالي يستعد للعام الدراسي القادم ببرامج وخطط للارتقاء بالتربية والتعليم بالمحافظة
دورات شاملة تُعدُ الأكبر من نوعها ... قسم التربية والتعليم العالي يستعد للعام الدراسي القادم ببرامج وخطط للارتقاء بالتربية والتعليم بالمحافظة
الاعلام التربوي /
إنَّ الهدف الأسمى للمؤسسات التربوية والتعليمية الارتقاء بمستوى الأفراد والمجتمع عن طريق خطط العمل, إذ إنَّ التربية تُعدُّ منهجا متكاملا يعنى بالجسم والروح والعقل بوساطة الأسرة والمجتمع والمدرسة. ومنذ تأسيس قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العباسيّة المقدّسة اتّبع القسم استراتيجية تربوية ، عبر العناية بعملية التقويم ومجالاته المختلفة ولاسيما ما يتعلّق منها في تقويم البرامج، وتطوير أداء المعلّمين والمعلّمات والمدرّسين والمدرّسات ، عن طريق التوجيه والدروس التدريبية وبعض الدورات التطويرية فيما يخص الملاكات التعليمية الجديدة ، والادارة المدرسية ومعلّمات رياض الأطفال ، فضلا عن .تطوير استراتيجية فعّالة للإشراف التربوي لنواحي الاختبار والتدريب ومواكبة المستجدات التربوية. والتوسع في توظيف أنظمة المعلوماتية في رسم السياسة التربوية ، فضلاً عن الرعاية الفكرية والابداعية والجسمية والصحية للمتعلّمين .
وقال المعاون التعليمي في قسم التربية والتعليم العالي الدكتور جاسم الإبراهيمي : إنَّ التطوّر الإداري والعلمي لا يأتي دفعةً واحدةً ، وإنَّ مشروع التعلّم النشط الذي اعتمدناه هو تغيير الطريقة التقليدية في التعليم ، وهذا ما كان موجوداً في أذهاننا منذ تأسيس مدارس مجموعة أبي الفضل العباس (عليه السلام) التعليمية .
وأضاف: لقد قمنا عن طريق الدورات بتعريف البرنامج وإعطاء محاضرات بالتعلّم النشط وماهي طرائقه المستخدمة ، إذ تم تقسيم الملاكات على شكل مجالس علمية ، وهذه المجالس تُعطي دروساً عملية فيما بينها لتطبيق برنامج التعلّم النشط ، ووضع الأسس الخاصّة بتطبيقه .
مدارس المجموعة هي أولى المدارس المُطبّقة لمشروع التعلّم النشط
مؤكّدا أنَّ هدفنا أن يكونَ المشرف مثقّفاً والمعلّمُ كذلك والمتعلّمُ قادراً على التعلّم الذاتي وحلّ المشكلات، ونقد المعلومة وهذا لا يمكن الوصول إليه إلاّ بالتدريج ، إذ تمَّ تدريب المشرفين والمنسقين العلميين (رؤساء المجالس العلمية)، من ( أصحاب الشهادات العليا ) وإعدادهم لتطبيق مشروع التعلّم النشط طيلة المدة الماضية عن طريق دورات مكثفة ومركّزة .
وتابع الإبراهيمي: وفي بداية الشهر الحالي تمَّ الشروع بالدورة التعليمية الشاملة للملاكات التعليمية التي تُعدّ كبيرةً ومعمّقةً ومركّزةً والأكبر من نوعها وتتميز بالتطبيق العملي .
وبيّن الإبراهيمي : أنَّ برنامج التعلّم النشط سُيضيف للملاك التعليمي الاعتزاز بالنفس وكيفية توظيف نفسه بشكل صحيح في العملية التعليمية، واستثمار جميع قدراته في العملية التعليمية لكي يصبح هو القائد والموجّه والموفّر للمعلومة ، وعندما يشعر المعلّمُ أنَّ المؤسسة توفّر له جوَّ عملٍ محترمٍ ، وتوّفر البنية التحتية للبيئة التعليمية سوف يُخرج ما في مكنوناته لإنجاح العملية التعليمية ، مشيراً إلى أنَّهُ إذا ما تم تطبيق هذا البرنامج فسوف تصبح مدارس المجموعة من أولى المدارس المُطَّبقة لهذا المشروع .
تجربة رائدة تحقق فرص أخرى للتعلّم
من جانبه قال المنسّق العلمي لمادة اللغة العربية الدكتور سعيد حميد كاظم : إنَّ المعاونية التعليمية في قسم التربية والتعليم العالي تواكب التطوّرات النوعية الحاصلة في خططها وبرامجها الرائدة وهي تؤكّد حرصها الدائم على اتخاذ الخطوات العلمية الفعّالة للنهوض بالواقع التعليمي من خلال اكساب ملاكاتها التعليمية أنضج المهارات والخبرات في التعلّم النشط .
مضيفا أنَّ إدخال الملاكات التعليمية في دوراتٍ عالية المستوى في التعلّم النشط باستراتيجياته المتنوّعة، هي تجربةٌ رائدةٌ تحقق فرص أخرى للتعلّم، لما فيها من نشاطات ومهارات جديدة تُزيد من خبرات الملاك ، كما فيها تحفيز يساعد المتعلّم على الارتقاء نحو المعرفة، وبهذا تكللت بحضور متميّزٍ بالإصرار على ضرورة العمل ومواصلة المشوار، مستنداً الى منهاجٍ عملي يحتكم إلى الدقّة والموضوعية. فضلاً عمّا فيها من تحفيز يساعد المتعلّم على الارتقاء نحو المعرفة .
مشيراً إلى أنَّ المعاونية التعليمية ترى في خطوتها هذه علامةً للمغاير، كما ترى في دوراتها أنَّها النافذة الوحيدة التي نُطل عِبْرها على فرصة تحقيق الطموحات ، وقد تكللت الدروس بالمناقشة وتبادل الأفكار، وعكست تعدداً حقيقياً وتنوّعاً راسخاً بمستوى رصين ونوعية جيدة ،كذلك تمثلت الاستراتيجيات بالحركة المتجددة ،لتقديم أفضل الطرائق الفاعلة لإدامة التواصل المعرفي.
الإنماء الإرشادي بنسخته الثانية
وواصلت ملاكات المعاونية التربوية بإنماء ملاكات المجموعة طيلة السنوات التي أعقبت التأسيس ، إذ أكملت المعاونية التربوية تأهيل المرشدين والمعلّمين والمدرّسين لتتكيّف مع سياسة العتبة العباسّية المقدّسة في جانبها التربوي لتكون قادرةً على تحقيق الأهداف المبتغاة من تأسيس المشاريع التربوية والتعليمية فيها ،وعقدت قبل العام الدراسي الفائت دورة الإنماء التربوي الكفيل بتنمية الكفايات التربوية المطلوبة للشرائح المستهدفة .
وقد أوضح المعاون التربوي الأستاذ الدكتور مشتاق العلي في هذا الجانب : أنّ العام الدراسي القابل يمثّل المرحلة الثانية من سياسة الإنماء التربوي ، فبعد أن أكملنا في استعداداتنا للعام الدراسي السابق دورة الإنماء التربوي الأولى ، شرعنا في استعداداتنا للعام القادم بدورة الإنماء التربوي الثانية .
وأضاف العلي ، ان هذه الدورة تعمل على دمج مجموعة من الستراتيجيات والطرائق منها ستراتيجية (تبادل الأدوار) بحيث يكون المرشدُ محاضراً ، ثمَّ في اليوم الذي يليه يكون المُشرف على المرشد من ملاكات المعاونية التربوية هو المُحاضر ليُصحح مسار (المُرشد المُحاضر) ويبيّن سلبيات ما ألقاه وإيجابياته .
موضحاً : أنَّ الطريقة المعتمدة في هذه الدورة بالنسبة للمرشدين ، هي طريقة المشروع ،وذلك بتقديم بحثٍ علمي أكاديمي بالموضوعات التي حددتها اللجنة العملية للدورة .
المرشد التربوي هو الركن الإنساني في المدرسة
وقال الدكتور عماد الشمري مسؤول شعبة الإرشاد في المعاونية التربوية: لعلَّ من أهم أهداف الدورات التربوية إحاطة المرشد التربوي بالمشكلات السلوكية والتربوية والتعليمية التي يتعرّض لها المتعلّمون في المدرسة وخارجها وكيفية تشخيصها وسبل علاجها ،ومتابعتها ،فضلاً عن معرفته بمشكلات الملاكات التعليمية وأولياء أمور المتعلّمين، وكيفية التعامل معهم ،وحاجاتهم وميولهم.
وفي الجانب الإرشادي حرصت المعاونية التربوية على تطويره في مدارس مجموعة أبي الفضل العباس (عليه السلام) التعليمية كافّة، من خلال تبادل المعلومات والخبرات، استكمالا للدورة التأهيلية التي أقامتها سابقا .
وأكّدت المرشدة التربوية في مدرسة سيد الماء الابتدائية للبنات الأستاذة سارة عبد الأمير ال تاجر : أنَّ الجانب النظري والعلمي في الدورات أضاف معلومات غزيرة عن الإرشاد التربوي ،وما هي المهام المطلوب القيام بها في البيئة التربوية وكيفية التعامل مع الحالات غير السوية في سلوكيات المتعلّمين ،وأهم الأساليب والطرائق التي يمكن استخدامها في تشخيص المشكلات (التربوية ، والسلوكية، والنفسية) وماهي الطرائق العلاجية المناسبة التي يمكن استخدامها في حلّ تلك المشكلات
وأضافت : أنَّ المرشد التربوي يُعد الركن الإنساني في المدرسة ويتم الاعتماد عليه من قبل الإدارة والملاك التعليمي ،وأولياء الأمور في إرشاد المتعلّمين وتوجيههم لمواجهة المشكلات في جميع أشكالها، والعمل على رسم خطّة فاعلة لمعالجة تلك المشكلات وتعزيز السلوكيات الإيجابية عن طريق تعزيز القيم الاخلاقية والدينية والاجتماعية عبر درسي الإرشاد والنشاط المقررين من قبل المعاونية التربوية للمتعلّمين في مدارس المجموعة
دورات لوضع أولويات التعامل الصحيحة مع الأطفال
ولرياض الأطفال حصّتها ضمن سلسلة الدورات التطويرية لملاكات مدارس مجموعة أبي الفضل العباس (عليه السلام) التعليمية، إذ أقامت المعاونية التربوية دورةً خاصّةً لملاكات حضانتي وروضتي العميد/ الساقي .
وقال الأستاذ علي كريم عبد مسؤول وحدة الرصد في المعاونية التربوية : استكمالاً لسلسة الدورات المخطط لها لمعلّمات مرحلة رياض الأطفال ، تمَّ تنفيذ دورة الإنماء الإرشادي والمتعلّقة بكيفية إثراء الخبرات والأنشطة المضمّنة في برنامج (نحو القمر) وبما يتناسب مع مقدرات الأطفال (مرحلة رياض الأطفال)ومهاراتهم واهتماماتهم . لافتاً أنَّ البرنامج المذكور ( نحو القمر) قد طُلبَ من أكثر من روضة ،وذلك للعمل به كمنهج مقرر في تلك المؤسسات ، إلا أنَّهُ لم يتم تزويد تلك المؤسسات بالبرنامج ، وذلك لافتقارها لبعض المتطلّبات والمستلزمات الأساسية لتنفيذ مثل هكذا برنامج ، ما عدا رياض الاطفال التابعة للعتبة الحسينية المقدّسة ، إذ تمَّ تزويدهم بمعظم برامج المعاونية التربوية التابعة للقسم ،فضلاً عن برنامج (نحو القمر) ،وللحرص على تنفيذ هذه البرامج بشكلٍ فعّال تمَّ إشراك الملاكات المنفّذة لهذه البرامج من مرشدين تربويين ومعلّمات رياض الأطفال في معظم الدورات التربوية ،ومن ضمنها دورة رياض الأطفال.
وأكّدت المعلّمة ابتهال علي مرزة من روضة العميد : أنَّ الدورات المقدّمة تسعى إلى وضع أولويات التعامل الصحيحة مع الاطفال عبر دراسة نمو الطفل نفسيا وجسديا ودراسة المشاكل التي يعاني منها الطفل ،وطرائق علاجها السليمة .
وأضافت : كما ركّزت الدورات على خصائص ومميزات معلّم الروضة والطرائق الصحيحة للتعامل مع الطفل ،وأهمية التعاون مع أولياء الأمور في حلّ المشكلات وتقويم سلوك الطفل والحث على ضرورة توفير بيئة متكاملة ،لتضمن النمو السليم للطفل عقليا وجسديا ،والتركيز على الجوانب الشخصية للطفل .
