تحقيقا للرسالة المرجوة من التعلّم ومنها شريحة الكبار... المعاونية التربوية في قسم التربية والتعليم العالي تستكمل إعداد المنهج الخاص بمحو الأمية
تحقيقا للرسالة المرجوة من التعلّم ومنها شريحة الكبار... المعاونية التربوية في قسم التربية والتعليم العالي تستكمل إعداد المنهج الخاص بمحو الأمية
الإعلام التربوي/ منذ تشكيل قسم التربية والتعليم العالي بإيعازٍ من
سماحة المتولّي الشرعي للعتبة العباسيّة المقدّسة السيد أحمد الصافي
(دام عِزّه)؛ عمل قسم التربية والتعليم العالي ليكون ذراعا للعتبة
المقدّسة يحقق سياستها التربوية والتعليمية، عن طريق ترجمة أهدافها
إلى واقعٍ عمليّ؛ خدمةً للمجتمع العام ، وإسهامًا منها في صناعة
منافسٍ إيجابي للمنتج الرسميّ. وكانت شريحة الكبار ممّن افتقدوا
لمهارة القراءة والكتابة وما يرشح عنهما من معارف أساسية، من ضمن
الشرائح التي وضعها القسم في ضمن سياسته ذات الأهداف المرحلية . وبعد
أن استهدف القسم شريحة الأطفال بمستوياتها المتنوّعة؛ عبر رياض
الأطفال والمدارس الابتدائية، وكذلك البالغين في مرحلة المراهقة عبر
المدارس المتوسطة وما بعدها، فضلاً عن الشباب في مرحلة التعليم
العالي، جاءت نوبة إعداد منهج تفصيلي لشريحة الكبار الذي أعدّتهُ
المعاونية التربوية في قسم التربية والتعليم العالي. المنهج مبنيّ على
ثلاث مراحل وحول تفاصيل مفردات منهج محو الأمية أوضح المشرف على إعداد
المنهج المعاون التربوي لقسم التربية والتعليم العالي الأستاذ الدكتور
مشتاق العلي : يمكن توصيف منهجنا الذي استلهمنا عنوانه ( نتعلّم
لنحيا) من الآية المباركة ذات الصدارة في هذه المقدّمة (مَنْ عَمِلَ
صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ
حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا
كَانُوا يَعْمَلُونَ )، بأنّهُ مبنيّ على ثلاث مراحل، اثنتين
إلزاميتين، والثالثة اختيارية، مراعين في ذلك الأسس النفسية لتعليم
الكبار. مبيّناً: أنَّ المرحلة الأساسية هي المرحلة الإلزامية الأولى
التي تقدّم الأساسيات للمتعلّمين وتتضمّن ثلاث موادّ رئيسة هي:
(القراءة ، والحساب ، والثقافة العامّة)، أمّا المرحلة التكميلية فهي
المرحلة الإلزامية الثانية التي يكمل المتعلّم فيها مهاراته الرئيسة
التي أخذها في موادّ القراءة والحساب والثقافة العامّة. منوّها إلى
أنَّهُ بإكمال هاتين المرحلتين يكون المتعلّم قد أنهى وحدات التعليم
الرئيسة المعتمدة في برامج تعليم الكبار. وتابع العلي : أمّا المرحلة
التأهيلية فهي مرحلة اختيارية يفيد منها المتعلّم مهارات مضافة؛
تُعينه على تلقّي مواد المرحلة المتوسطة بذهنية مؤهّلة؛ من قبيل موادّ
مبادئ الحاسوب، وأساسيات اللغة الإنجليزية، ومبادئ قواعد اللغة
العربية. مشيرًا إلى أنَّ هذا المنهج عن طريق مستوياته الثلاثة يهدف
إلى تنمية مهارات المتعلّمين المعرفية والوجدانية والسلوكية
والاجتماعية وغيرها، بما يؤهّلهم لدخول الحياة العملية والمدارس
النظامية بنحوٍ يمكن التكيّف مع نظرائهم في المستويات الدراسية التي
بلغوها، فضلاً عن توظيف تلك المهارات ولاسيما (القراءة) في ممارسة
أعمالهم العبادية، كون معظم العبادات ترتكز على القراءة وهذا ما
تفتقده الشريحة المستهدفة، وبذلك نكون قد بلغنا غايتين: الأولى معرفية
تنفعهم في حياتهم، والثانية دينية تنفعهم في آخرتهم، وهو ما يحقق
الرسالة المرجوّة من التعلّم دورة تدريبية للملاك التعليمي المنفّذ
للمنهج ولأجل تعريف الملاك التعليمي بطبيعة العمل الموكل لهم، وكيفية
التعامل مع المتعلّمين من ذوي الأعمار الكبيرة في الجوانب النفسية
والتربوية والتعليمية أوضح مسؤول شعبة الإرشاد في المعاونية التربوية
الدكتور عماد الشمري: أنَّ المعاونية التربوية سبق لها أن أقامت دورةً
تدريبيةً للملاك التعليمي المخصّص للنهوض بهذه المهمة ؛ تضمّنت شرح
أهم الأبعاد والخصائص النفسية وأهميتها في بناء المنهاج في كلِّ
مرحلةٍ عمريةٍ، والإيجابية في سرعة الأداء والنضج الاجتماعي الذي
يستطيع المعلّم توظيفه في إكساب المتعلّمين للمادة التعليمية، وكذلك
دافعية المتعلّمين وإدراكهم لسلوكياتهم التي يقومون بها، والانتباه
للجوانب السلبية التي تواجه المعلّم في التعامل مع شريحة الكبار التي
منها عدم تقبّل التعلّم لمعتقدات مغلوطة وتشوهات إدراكية وتوجّهات
سلبية اكتسبوها بسبب المقدرة على التعلّم أسوة بأقرانهم المتعلّمين
الآخرين، وأنَّهم قد تجاوزوا العمر الذي يدعوهم إلى التعلّم بشكلٍ
جيدٍ والخجل من الوقوع بالغلط الذي يجب على المعلّم مراعاته في إظهار
أنَّهُ شيء طبيعي في عملية التعلّم اعتماد الطريقة التوليفية في منهج
القراءة وعن الطريقة التي اعتمدت في تأليف منهج القراءة قال الدكتور
حسن الجذيلي المشرف على تأليف منهج القراءة إنّهُ منهجٌ يتضمّن أكثر
من مستوى ، كلُّ مستوى يشتمل على مقرر تعليمي، ودليل للمعلّم، ووسائل
تعليمية، وبطاقات عمل الدروس، وأسلوب تقويم المتعلّم . موضحا أنّ
المقرر التعليمي أعتمد في تأليفه الطريقة التوليفية؛ لما لهذه الطريقة
من اهمية أثبتت جدواها، وهي عبارة عن دمج بين الطريقة التركيبية
والتحليلية، فقد اخذ من الطريقة التحليلية (النص والكلمة)، ومن
الطريقة التركيبية صوت الحرف، وقد تمّ مراعاة المهارات الأربع لتعلّم
القراءة، والفئة المستهدفة هم المتعلّمون من فئةٍ عمريةٍ مختلفة، من
حيث ملاءمة المضمون (محتوى – نشاطات - تطبيقات) لتلك الفئات . وعن ما
يتضمّنه دليل المعلّم بيّن الجذيلي أنَّهُ كتابٌ يتضمّن الأهداف
التدريسية المراد تحقيقها في كلِّ درسٍ، وتتوزّع تلك الأهداف المعرفية
في ضوء تصنيف (بلوم)، والإجراءات التي يجب أن يتّبعها المعلّم لتحقيق
الأهداف والمعالجات لبعض الصعوبات التي قد تواجه المعلّم، وهنالك قرص
مدمج مرفق في نهاية الدليل ، وفيما يخص الوسيلة التعليمية أشار إلى
أنَّها على شكل عروض تقديمية (بوربوينت) مطبوعة على قرص مدمج مرفق مع
دليل المعلّم، وتتضمّن جميع النصوص والكلمات؛ إذ تمّ تسجيل صوت تلك
النصوص والكلمات، واُدمجت مع صورتها من قبل مختصّين لضمان سلامة
النطق، أخذين بالاعتبار أنَّ أولى مهارات تعلّم القراءة مهارة
الاستماع . وبالنسبة لبطاقات عمل الدروس أوضح أنَّها عبارة عن ممارسات
عملية لما تمَّ تعلّمه من مهارات، وتتضمّن كل بطاقة عدد من التدريبات،
كل تدريب يرتبط بمهارةٍ تمّ تعلّمها مسبقا، فمن شروط التعلّم هي
الممارسة. وأكّد المشرف على منهج القراءة أنَّ أساليب التقويم تمَّ
إعدادها لكلِّ مستوى من مستويات المنهج بأسلوب تقويم ملائم في ضوء
الخطوات التي تعتمد في تدريسه، فقد تضمّن المستوى الأول أسلوب التقويم
لعدد من المجالات وهي التشخيص (سلامة الحواس) ، والحالة الإدراكية
(إدراك الألوان، والاتجاه .... إلى آخره)، والمجال الثالث مهارات
القراءة الأدائية (المجهرية) (الحروف والحركات القصيرة والطويلة....)،
والمجال الرابع هو القراءة الاستيعابية، فضلا عن الملاحظات والإرشادات
للتعبئة بهدف التشخيص الدقيق للصعوبات التي تواجه المتعلّم؛ كي تكون
المعالجات دقيقة وفاعلة .