شُيِّدت لتكون صرحًا علميًّا يُضاهي الجامعات الرصينة، سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة يفتتح جامعة العميد

2017-11-30 340

الإعلام التربوي / تيمنا بذكرى تتويج الإمام المنتظر (عجل الله فرجه الشريف)، وبمشاركة واسعة من شخصيات رسمية وأكاديمية ودينية وثقافية وممثلو الحوزة العلمية في النجف الأشرف، ووفود العتبات المقدّسة، افتتح المتولي الشرعي للعتبة العبّاسيّة المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) مساء اليوم الأربعاء (10ربيع 1439هـ )، الموافق (29 تشرين الثاني 2017 م) جامعة العميد بحضور المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه)، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عبدالرزاق العيسى، وأمينيّ العتبتين المقدستين الحسينية والعباسية، وأعضاء مجلسَي إداريتهما، كما حضر الحفل رؤساء الجامعات والهيئات والمؤسسات العلمية من داخل العراق وخارجه، مثلما حضرهُ رئيس مجلس المحافظة، وقائد عمليات الفرات الأوسط، وقائد شرطة كربلاء . وبدأ الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، بصوت القارئ السيد حسنين الحلو، وقراءة النشيد الوطني العراقي، ونشيد العتبة العبّاسيّة المقدّسة (نشيد الإباء). وتلا ذلك كلمةُ المتولي الشرعي للعتبة المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) وكلمة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عبدالرزاق العيسى، وكلمة لمدير دائرة التعليم الجامعي الأهلي. وتخلل الحفل عرض فلم وثائقي عن تأسيس الجامعة، فضلاً عن قصيدة شعرية ، وتكريم لعدد من الشخصيات الساندة التي أسهمت في تأسيس هذا الصرح العلمي الكبير ، كما تمَّ تنظيم جولة في أروقة الجامعة وقاعاتها التدريسية ومختبراتها. وفي كلمة الافتتاح بيّن المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد أحمد الصافي (دام عزه) جملة من الأمور التي تخص الجانب التربوي والتعليمي مبتدئا بتقديم الشكر إلى جميع الذين خططوا ومثلوا وسعوا لأن يكون هذا الصرح المبارك إن شاء الله تعالى ماثلاً أمام العيون وخص بالذكر وزارة التعليم العالي والإخوة العاملين فيها وقسم التربية والتعليم في العتبة العبّاسيّة المقدّسة، والأقسام الساندة لتأهيل هذا المكان وجعله يليق بجامعة، مشيرا إلى "أنَّ هناك تحدٍّ كبير، وهوَ البدءُ بتعليم الطب على نحو الجامعات الأهلية، وهذا يضع العاملين أمام تحدٍّ ألا وهو النهوض بهذا الجانب الخاص من التعليم وهو الطب ". التأكيد على المحافظة على الرصانة العلمية وسلوكيات التعليم وأكد السيد الصافي (دام عزه) على الحفاظ على الرصانة العلمية قائلا : قد لا نغالي إذا قلنا إن العراق أينما يكون اسمه فلابد أن يستوقف السامع هذا الاسم؛ لأنه يعلم أن هناك عمقا حضاريا يلازم هذا الاسم؛ ولذلك لابد أن نتحمل جميعا مسؤولية الحفاظ على هذا البلد وعلى معالمه الرائدة. كان في هذا البلد حلقات وكانت مميزة سواء أكانت حلقات الكوفة أو بغداد أو البصرة، ولذلك أتوجه بالكلام ولا أخص به وزارة التعليم العالي؛ لأن العلم لابد أن ينتشر في عموم البلاد، لابد من المحافظة على الرصانة العلمية ابتداء من التعليم في الروضة إلى نهاية الدراسات العليا، وهذه مسؤولية في أعناقنا جميعا، ولا يغتفر التغافل والتكاسل عن هذه المهمة النبيلة . كما أكد على الحفاظ على سلوكيات التعليم، فلا يجوز أن يرتكب فيها ما يجوز أن يرتكب في غيرها، فعلى الطالب أن يتربى من قبل أساتذته، وأنَّ داخل الجامعة غير خارجها، وأن السياج الذي يفصل بين الجامعة وغيرها هو سياج محترم، وسيدخل الطالب إلى حرم خاص يكتنف بالعلم والسلوكيات التي تنسجم مع هذا العلم. وتابع المتولي الشرعي(دام عزه) "من حقنا كشعب أن نطمح ونطمع إلى أن نخرج بواقع متطور، ونرى حالة من النهوض المستمر، ونرى هذه الجامعات تتحمل المسؤولية، سواء على مستوى الطلبة أو مستوى الأساتذة، فمسؤولية الجامعة مسؤولية مهمة جدا، ووجود جامعات متعددة في البلد معنى ذلك أنَّ هذا البلد يحث الخطى نحو التحضر، وكلما قلت الجامعات دل ذلك على أن من يحكم بالبلد هو الجهل ". وأضاف السيد الصافي أنه قد يتصور البعض أن الجامعات الأهلية فيها تتساهل، ولا أدري لعل هذا التصور له منشأ، عندما يظهر في بعض الجامعات الأهلية تساهل في الجانب العلمي، وفي الامتحان بدعوى أن هذا الطالب جاء وهو يدفع مبالغاً إلى الكلية، فلابد أن نتساهل معه، فهذه خيانة للعلم في الجامعات الأهلية، إنما فتحت حتى تتوفر فرصة أكبر للطلبة لا لكي يتسطح العلم. داعيا الأساتذة إلى عدم المجاملة على حساب العلم، فالعلم يحتاج إلى قدرة وإرادة وطاقة، وأنتم عليكم ان تهيئوا جميع السلوكيات العلمية، والطالب عليه أن ينجح، فنحن نريد أن نعتمد عليه بعد ست سنوات ونقول : إن هذا الطالب نجح في الكلية وبذراعة، والطالب إذا نجح بالغش سيبقى ضميره يأنبه وسيشعر أنه سرق أو خالف، وبالنتيجة لا يحق له أن يمارس هذا العمل، مبينا "أن الوزارة أذنت أن تفتح كلية للطب البشري، ومعنى هذا أن الإخوة القائمين لابد أن يتحملوا ما معنى الطب البشري فهي مسألةٌ تتعلق بحياة الناس؛ لذلك على الإخوة ان يكونوا بمستوى تحمل المسؤولية، من خلال المناهج، وطرق التدريس، وقابلية إيصال المادة إلى الطالب ". الجامعة تشكّلُ إضافة نوعية رائدة في حقل الدراسات الطبية في العراق من جانبه أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأستاذ الدكتور عبد الرزاق العيسى في كلمته "أن جامعة العميد تُعد إضافةً نوعية رائدة في حقل الدراسات الطبية في قطاع التعليم العالي الأهلي في العراق، وما يزيدنا فخراً أنها في مدينة كربلاء المقدّسة، مدينة الفداء، ومدينة الرسالة، ومدينة الدرس والعبرة ". وأضاف" إنه من دواعي الفخر أن نقف سوية في هذه اللحظة محتفلين بافتتاح صرح علميٍ جديد، هو جامعة العميد، ونحن في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بدأنا نولي اهتماماً خاصا بعملية التوسع العمودي والأفقي بالمشاريع التعليمية الهادفة، وبذات المقومات والجودة العالمية التي تحقق النفع العام، وتسهم في إحداث تغييرات كمية ونوعية في الحركة العلمية والثقافية والتربوية في المجتمع العراقي ". مؤكدا "أنَّ جامعة العميد ستحقق فلسفة التعليم الخاص الرامية إلى ملائمة احتياجات سوق العمل ذات العلاقة المباشرة بالمجتمع والمواطن، عبر المخططات الكفيلة بجودة مخرجاتها الطبية". وأشار العيسى "إن موافقة وزارة التعليم على استحداث جامعة العميد جاءت في سياق الإيمان بأهمية إيجاد منظومة تعليمية تسهم في ترصين الإمكانات العلمية للطلبة، وتعزز مهاراتهم من خلال مناهج توازي المستويات الأكاديمية والعلمية في كليات المجموعة الطبية في المنطقة والعالم ". وفي كلمة له بالمناسبة أكد الدكتور علي رزوقي اللامي - مدير دائرة التعليم الجامعي الأهلي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي- أنَّ الكثير من الجهات تقدمت بمشروع فتح التعليم الطبي في جامعاتنا الأهلية ولكننا نخشى ونتردد في منح هذه الصفة لأيٍّ كان، وعندما تقدم الإخوان في العتبة العبّاسيّة المقدّسة بهذا الطلب تلقفنا الفكرة ودعمناها فكرة وتفصيلاَ بكل ملاكات الوزارة، معتبرا أنَّ القائمين على هذا المشروع هم أهلاٌ للثقة، فنتمنى لهم التوفيق، ونتوقع منهم المزيد في سبيل رقي ورفعة هذا البلد المبارك. من جانبه قال الأستاذ الدكتور عباس الدده رئيس هيأة التربية والتعليم العالي في العتبة العباسية المقدسة : إن هيأة التربية والتعليم العالي في العتبة المقدسة سعت إلى بناء منظومتها على هَدْيِ من المنظار العالمي ملتمسةً البرامج ذات الاجراءات الدقيقة والواضحة؛ لذلك عاينت البرامج والمناهج وعناصر العملية التعليمية في الكليات المناظرة ملتمسة أجداها وأجدرها لذلك. وأوضح أنه تم عقد اتفاق مبدئي مع كلية الطب/ جامعة الكوفة على تبني مقرراتها ومنهاجها التكاملي المطبق أصلا في جامعة ليستر البريطانية . وبين ويُعد هذا الاتفاق توأمة مع الجامعات العالمية والمحلية، وإن شروع الهيأة بتطبيق منهج جامعة ليستر تحديدا هوَ سعيٌ نحو الريادة بمستوى مشاريع العتبة العباسية المقدسة المتميزة . فيما قال الأستاذ الدكتور مشتاق العلي المعاون التربوي في هيأة التربية والتعليم العالي: إن مبدأ الرصانة هو صمام أمانٍ لجميع المؤسسات على مختلف اهتماماتها وتخصصاتها، ذلك أنه نظام جودة رفيع، يسهم في بناء المخرجات بناءً سليماً ومنتجا. وأضاف: قد دأبت العتبات المقدسة، ولا سيما العتبة العباسية المطهرة، ممثلةً بسماحة المتولي الشرعي (دام عزه)، والأمانة العامة على تبني مبدأ الرصانة في تجويد منتجات المؤسسات التابعة لها، وقطاع التربية والتعليم العالي واحد من تلك المؤسسات التي حظيت بعنايتهم المباركة. مبيّنا مبدأ المزج بين الكفاءات المحلية والتوأمة مع المؤسسات العالمية لعله من أهم المبادئ التي اعتمدت في بناء نظام جامعة العميد فضلاَ عن المؤسسات التربوية والتعليمية السابقة التي تأسست تحت أنظار العتبة العباسية المقدسة. من جانبه بيّن الدكتور جاسم الإبراهيمي المعاون التعليمي في هيأة التربية والتعليم العالي : إن العتبة العبّاسيّة المقدّسة دأبت على أن تكون مشاريعها رائدة في خدمة المجتمع العراقي بالخصوص، ومن هذه المشاريع هي المشاريع التربوية والتعليمية عن طريق هيأة التربية والتعليم العالي. وأشار إلى أن رصانة الجامعات تعتمد بشكل أساس على معايير خمسة أساسية، هي التقدير الاستراتيجي والدعم والإسناد، والتركيز على الزبون، والتطوير المستمر، والتدريب المستمر، وفي كل عنصر من هذه العناصر توجد عمليات، فضبط الإدارة لهذه العمليات يجعل هذه العناصر ضمن المواصفات العالمية، ويمكّن جامعاتنا من دخول التصنيفات العالمية. وأضاف في هذا الاطار ضمنت هيأة التربية والتعليم على أن تكون البيئة التعليمية داخل الجامعة ممتازة جداَ، حيث الأبنية الرصينة، وتجهيز المختبرات ممتاز جداَ، أيضاَ استفدنا من التجارب المحلية في قضية المناهج لأنَّ بعض الجامعات استفادت من التجارب العالمية في أخذ مناهجها، وخاصة في كلية الطب، ونظام الامتحانات إن شاء الله نظامٌ رصين، هذا كمثالٌ لتطبيق هذه العناصر. يذكر أن جامعة العميد هي مؤسَّسَة علميَّة تعليميَّة تابعة لهيئة التربيةِ والتعليم العالي في العتبةِ العباسيةِ المقدّسةِ تضم ثلاثة كليات (الطب، وطب الأسنان، والتمريض) مجازة من قبلِ وزارة التعليم العالي والبحث العلميّ، شُيِّدت لتكون صرحًا علميًّا يُضاهي الجامعات الرصينة، وتعتمد المعايير والمقاييس العالميَّة التي تؤهِّلها لدخولِ التصنيفات الأكاديمية المعتمدة.

صور من الخبر