المقالات
الأساليب الخاطئة في تنشئة الأبناء
2017/02/05 1213

تقوم الأسرةُ بعملية التنشئة الاجتماعية منذ سن المهد , لإدماج الطفل في الإطار الثقافي العام , وتبذل جهوداً متواصلة في تشكيل شخصيته , إذ يتعلّم القيم والمعايير الاجتماعية من الثقافة التي نشأ فيها، من خلال تفاعله مع الأبوين وأساليب التنشئة الاجتماعية التي تتبعها أسرته ، لكن هناك بعض أساليب التنشئة الخاطئة منها :

1. المظاهر السيئة الخاطئة في التنشئة في عصرنا الحالي سوء فهم لسيكولوجية الطفل في أسرنا ، إذ لا يوجد تقدير لشخصية الطفل في بعض الأمور ، فنسمّيه بالجاهل كنوع من الاحتقار والاستصغار له .
2. تؤكّد الأبحاث في مجال التربية والتنشئة الأسرية على أنَّ هناك اختلافاً متبايناً في العلاقات الاجتماعية بين أبناء الأسرة الواحدة ، إذ كثيراً ما نسمع أنَّ هذا الأب يفضّل أحد أبناءه على الآخرين ، أو بعض الأمهات تعامل الولد أو البنت الأصغر معاملة خاصة ، ما يجعل بقية الأبناء يشعرون بالغيرة من أخيهم وأختهم ، كما يشعرون بأنَّهم ليسوا أخوة ، أو إنَّهم غير مرغوب فيهم ، ويؤكّد الباحثون أنَّ علاقة الآباء بالطفل الأول تبدو أكثر اتّساقاً وقرباً ، إذ يضعون الآمال الكبيرة على هذا الطفل مستقبلاً ، أو الإسراف في تدليل الطفل الأول ، أو الوحيد أو الأخير ، أو ما شابه ذلك فينشأ أنانياً ، أو غيوراً ، أو عدوانياً .
3. إنَّ من مظاهر سوء التربية عملية التشهير بالطفل أمام الآخرين ، مبينين أخطاؤه ومساؤه إليهم، ما يجعله يفقد الثقة بالنفس ، ويحتقر شخصيته ، لأنَّه يعد نفسه مسؤولاً عن أي خطأ في الأسرة ، وبالتالي فقد يؤدّي به إلى أن يكون منحرفاً ، كذاباً ، سارقاً ، أو لصاً .

4. يقوم بعض الآباء بتخويف أبنائهم بأشياءٍ وهمية غير حقيقية ، من دون أن يعرف هذه الأشياء ، فنقول له سنأخذك إلى الحرامي ، الشرطي ، الذئب ، فنجده ينشأ على الخوف من أشياء قد لا يكون خائفاً منها ، مما ينتج منه شخصاً عاجزاً لا يستطيع أن يقدّم أي عملٍ ، وغرس سمات الخوف و الجبن والرهبة من مواجهة المشكلات ، وأن كانت بسيطة .
5. إنشغال الآباء بأعمالهم قد يؤدّي بهم إلى التضايق من أبنائهم ، وإرسالهم إلى أحد الأشخاص ليقوم بتربيته نيابةً عنهم ، وتركهم يلعبون ساعات طويلة خارج المنزل .
ومن الأساليب الخاطئة الأخرى التي يكون لها تأثير مباشر على شخصية الطفل :
الحرمان : وذلك يكف الطفل عن الحصول على احتياجاته ما يجعله يشعر بالعجز ، فضلاً عن الحرمان من عطف الأم أو الأب أو كلاهما ، وقد يؤدّي ذلك إلى المرض النفسي أو سوء التكيّف.
الإهمال : كالإهمال البدني أو العاطفي أو الوجداني ، وتتمثّل في عدم رعاية الوالدين للأبناء ، والسهر على راحتهم ، وتوفير احتياجاتهم ، وغياب الأم نتيجة الانفصال ، مما يشعر الطفل بالقلق والاضطراب وعدم الإجابة على أسئلته ، ومدحه عند قيامه بسلوكٍ طيب .
العقاب : الإفراط في العقاب البدني والنفسي ، ومن مساوئه شعور الطفل بالظلم وتكوين مشاعر عدوانية اتجاه الآخرين ، وربما القيام بالسلوك الجانح .
القسوة : تؤدّي إلى فقدان الثقة بالنفس ، وضعف الاعتماد على الذات ، وضعف الضمير ،وكراهية الأسرة والمجتمع.
التساهل : إنَّ من عوامل تفكيك العلاقات الأسرية ، وفاة أحد الوالدين ، الطفل الوحيد، حرمان أحد الوالدين في طفولته ،والتعويض من طريق التساهل في المعاملة الوالدية معه ، ومن آثاره ضعف شعور الطفل بالمسؤولية ، ضعف النضج الانفعالي ، الاعتماد على الغير ، الأنانية ، طلب الحقوق من دون أداء الواجبات .
التذبذب : المقصود به الاختلاف والتباين في معاملة الطفل بين الأم والأب ، أو بين الوالدين والجدّ والجدّة ، أو الأعمام بالنسبة للأسرة الكبيرة ، وهو من أخطر أساليب التنشئة الاجتماعية .
ولا شكَّ أنَّ قيام الوالدين بهذه الأساليب الخاطئة من التربية تتناسب طردياً مع جهلهم بأصول التربية ، وانخفاض مستواهم التعليمي ، وانشغالهم عن تربية الأبناء أو الاستعانة بالآخرين للقيام بعملية التربية .ومن الأساليب الخاطئة الأخرى ( الإفراط في الإطراء على الطفل ، الدلال الزائد ، الحماية الزائدة ، وغيرها).

المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
بكالوريوس علم النفس التربوي. كلية التربية جامعة الموصل عام 1990.
ماجستير علم نفس الخواص. الجامعة المستنصرية. 2007
دكتوراه في علم النفس التربوي. كلية التربية. جامعة بغداد 2014.
تدريسي مواد علم النفس المختلفة في معهد إعداد المعلمين / كربلاء لأكثر من 24 عاماً.
حالياً تدريسي مادة علم النفس التربوي في معهد الفنون الجميلة / كربلاء المقدسة.
طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق