تقوم الأسرةُ بعملية التنشئة الاجتماعية منذ سن المهد , لإدماج الطفل في الإطار الثقافي العام , وتبذل جهوداً متواصلة في تشكيل شخصيته , إذ يتعلّم القيم والمعايير الاجتماعية من الثقافة التي نشأ فيها، من خلال تفاعله مع الأبوين وأساليب التنشئة الاجتماعية التي تتبعها أسرته ، لكن هناك بعض أساليب التنشئة الخاطئة منها :
1. المظاهر السيئة الخاطئة في التنشئة في عصرنا الحالي سوء
فهم لسيكولوجية الطفل في أسرنا ، إذ لا يوجد تقدير لشخصية
الطفل في بعض الأمور ، فنسمّيه بالجاهل كنوع من الاحتقار
والاستصغار له .
2. تؤكّد الأبحاث في مجال التربية والتنشئة الأسرية على أنَّ
هناك اختلافاً متبايناً في العلاقات الاجتماعية بين أبناء
الأسرة الواحدة ، إذ كثيراً ما نسمع أنَّ هذا الأب يفضّل أحد
أبناءه على الآخرين ، أو بعض الأمهات تعامل الولد أو البنت
الأصغر معاملة خاصة ، ما يجعل بقية الأبناء يشعرون بالغيرة من
أخيهم وأختهم ، كما يشعرون بأنَّهم ليسوا أخوة ، أو إنَّهم
غير مرغوب فيهم ، ويؤكّد الباحثون أنَّ علاقة الآباء بالطفل
الأول تبدو أكثر اتّساقاً وقرباً ، إذ يضعون الآمال الكبيرة
على هذا الطفل مستقبلاً ، أو الإسراف في تدليل الطفل الأول ،
أو الوحيد أو الأخير ، أو ما شابه ذلك فينشأ أنانياً ، أو
غيوراً ، أو عدوانياً .
3. إنَّ من مظاهر سوء التربية عملية التشهير بالطفل أمام
الآخرين ، مبينين أخطاؤه ومساؤه إليهم، ما يجعله يفقد الثقة
بالنفس ، ويحتقر شخصيته ، لأنَّه يعد نفسه مسؤولاً عن أي خطأ
في الأسرة ، وبالتالي فقد يؤدّي به إلى أن يكون منحرفاً ،
كذاباً ، سارقاً ، أو لصاً .
4. يقوم بعض الآباء بتخويف أبنائهم بأشياءٍ وهمية غير حقيقية
، من دون أن يعرف هذه الأشياء ، فنقول له سنأخذك إلى الحرامي
، الشرطي ، الذئب ، فنجده ينشأ على الخوف من أشياء قد لا يكون
خائفاً منها ، مما ينتج منه شخصاً عاجزاً لا يستطيع أن يقدّم
أي عملٍ ، وغرس سمات الخوف و الجبن والرهبة من مواجهة
المشكلات ، وأن كانت بسيطة .
5. إنشغال الآباء بأعمالهم قد يؤدّي بهم إلى التضايق من
أبنائهم ، وإرسالهم إلى أحد الأشخاص ليقوم بتربيته نيابةً
عنهم ، وتركهم يلعبون ساعات طويلة خارج المنزل .
ومن الأساليب الخاطئة الأخرى التي يكون لها تأثير مباشر على
شخصية الطفل :
• الحرمان : وذلك يكف الطفل عن الحصول على
احتياجاته ما يجعله يشعر بالعجز ، فضلاً عن الحرمان من عطف
الأم أو الأب أو كلاهما ، وقد يؤدّي ذلك إلى المرض النفسي أو
سوء التكيّف.
• الإهمال : كالإهمال البدني أو العاطفي أو
الوجداني ، وتتمثّل في عدم رعاية الوالدين للأبناء ، والسهر
على راحتهم ، وتوفير احتياجاتهم ، وغياب الأم نتيجة الانفصال
، مما يشعر الطفل بالقلق والاضطراب وعدم الإجابة على أسئلته ،
ومدحه عند قيامه بسلوكٍ طيب .
• العقاب : الإفراط في العقاب البدني
والنفسي ، ومن مساوئه شعور الطفل بالظلم وتكوين مشاعر عدوانية
اتجاه الآخرين ، وربما القيام بالسلوك الجانح .
• القسوة : تؤدّي إلى فقدان الثقة بالنفس ،
وضعف الاعتماد على الذات ، وضعف الضمير ،وكراهية الأسرة
والمجتمع.
• التساهل : إنَّ من عوامل تفكيك العلاقات
الأسرية ، وفاة أحد الوالدين ، الطفل الوحيد، حرمان أحد
الوالدين في طفولته ،والتعويض من طريق التساهل في المعاملة
الوالدية معه ، ومن آثاره ضعف شعور الطفل بالمسؤولية ، ضعف
النضج الانفعالي ، الاعتماد على الغير ، الأنانية ، طلب
الحقوق من دون أداء الواجبات .
• التذبذب : المقصود به الاختلاف والتباين
في معاملة الطفل بين الأم والأب ، أو بين الوالدين والجدّ
والجدّة ، أو الأعمام بالنسبة للأسرة الكبيرة ، وهو من أخطر
أساليب التنشئة الاجتماعية .
ولا شكَّ أنَّ قيام الوالدين بهذه الأساليب الخاطئة من
التربية تتناسب طردياً مع جهلهم بأصول التربية ، وانخفاض
مستواهم التعليمي ، وانشغالهم عن تربية الأبناء أو الاستعانة
بالآخرين للقيام بعملية التربية .ومن الأساليب الخاطئة الأخرى
( الإفراط في الإطراء على الطفل ، الدلال الزائد ، الحماية
الزائدة ، وغيرها).
مجموعة العميد التعليمية