المقالات
مَنْ المسؤول عن صفة الكذب
2022/02/14 734

تساءل أحد الأطفال عندما رأى أمه وأباه يتأنقون للذهاب خارج البيت . إلى أين أنتم ذاهبان ؟ أريد الذهاب معكم , فنطق الأب والأم معاً في إجابةٍ واحدة وكأنّهم
على اتفاق , إلى الطبيب يا ولدي .
فسكت الطفل مترددا ً خائفاً لِما تسببه كلمة ( الطبيب ) من ألم جرّبه عند مرضه , وتشكلّت في ذهنه صورة مخيفة بل مرعبة عندما يهدده أبواه بهذه الكلمة، حينما يزعجهم أو يعكّر صفو مزاجهم الرائق .
وبعد ساعات طويلة عاد الأبوان إلى البيت متناسين اعذارهم يثرثرون بما جرى خلال خروجهم وهم يتنزهون أو يزورون أحد الأقارب، ولكنه أي ذلك الطفل ينصت إليهم بانتباه من دون أن يلاحظوه بل إنّهم تجاهلوه كلياً .
فأطرق الطفل في صمتٍ محير يقارن بين الطبيب والزيارة والنزهة، وبين العذر الكاذب والحقيقة، وبذلك يدرك للمرّة الأولى معنى الكذب، وتعلّم أول كذبة في حياته من والديه لكي يضيفها إلى خبراته الجديدة عسى أن يكون أكذب من والديه مستقبلاً,

وبعد أن يحاول تجربة الكذب يعاقب على ذلك فيصارع نفسه لماذا العقاب ؟

هل يصلح الكذب للكبار فقط , وهو عيب على الصغار؟! فيقف عاجزاً عن معرفة الإجابة .

نتمنى أن يكون حديث الوالدين صادقاً بعيداً عن الكذب لتحقيق غاية أو هدف معين حتّى نزرع لدى أبنائنا صفة الصدق .

المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
بكالوريوس آداب علم الاجتماع
ماجستير علم النفس العام
بكالوريوس قانون
لا حدود للعلم، فانهل من رحابة نوره قدر ما استطعت.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق