المقالات
الآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال
2020/08/25 12776

تنبثق مشكلة خطورة مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال , من ضعف اللوائح والقوانين التي تنظم استخدام أجهزة التكنلوجيا , مثل الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة , فضلاً عن استعمال الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي , لذا فإنَّ هذه القضية من القضايا المحورية الجديدة على الساحة التربوية .
وبالرغم من إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي التي تساعد على تقريب المسافات , وتبادل الآراء والأفكار , والتواصل مع العالم الخارجي , ومعرفة ثقافات الشعوب , إلاّ أنَّها في الوقت نفسه تشكّل خطراً كبيراً على البيئة التربوية لمجتمعاتنا الإسلامية .

إذ أشارت العديد من الدراسات إلى أنَّ استعمال الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي ؛ يُسبّب في عزلِهم عن مجتمعهم الذي يعيشون فيه , لاتصالهم بأشخاصٍ افتراضيين , قد يكونوا مختلفين عن الحقيقة , أي تكون صفاتهم وملامحهم خيالية . وقد عزّز ذلك النتائج التي توصّل إليها الباحثون , التي تُشير إلى أنَّ الاقلاع عن التدخين أسهل بكثير من التخلّص من مواقع التواصل الاجتماعي واستعمال الانترنت . على حين بيّنت دراسة بريطانية أجريت حديثاً من قبل الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال , أنَّ نسبةً كبيرةً من الأطفال الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي يتعرّضون إلى المضايقات ويتلقّون صوراً غير مرغوب فيها , الأمر الذي يتسبّب بحدوث مشكلاتٍ نفسية بالغة الأثر تؤدّي في بعض الأحيان إلى الانتحار .

مثلما أنَّ هناك مخاطراً على المستوى الدراسي ؛ لأنَّ الأطفال يصبح لديهم هاجس مواقع التواصل الاجتماعي , ممّا قد يؤثر على تركيزهم في الصف وانخفاض مستوى تحصيلهم ؛ لأنَّهم يشغلون أغلب وقتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الآثار الصحيّة المتمثّلة بكثرة عدد الساعات التي يتعرّض لها الطفل لإشعاعات الأجهزة الالكترونية , وآثار تتعلّق بضعف النظر وأوجاع الرأس والرقبة والظَهر والمفاصل وفقدان التركيز وغيرها من الآثار الصحية الأخرى .

إنَّ ما سبق ذكره من آثارٍ تجعل أولياء الأمور أمام مسؤوليةٍ كبيرة تدعوهم إلى تقديم التوجيهات والإرشادات الكفيلة بالاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي , واستخدام برامج التكنلوجيا الحديثة التي تسمح بالاستخدام السليم للانترنت لحماية الأبناء من المخاطر غير المتوقعة , والبليغة على شخصياتهم مستقبلاً .

وختاماً لابدّ من الحيطةِ والحذر من أن يقع أطفالنا فريسةً لتجمعاتٍ أو منظماتٍ تهدف للإيقاع بالناس , وتجميع مناصرين لتنفيذ أفكار مريضة أو أعمال مشبوهة أو عمليات تجسس أو أعمال ارهابية , وأن نكون دائماً بكامل وعينا بالتعامل مع الغرباء . وعليكم إخوتي أخواتي أن تحرسوا أطفالكم وتحموهم من الوقوع بهذا الفخ ؛ كونهم غير مدركين لكافّة الأمور مهما تمتعوا بذكاء أو ثقافة فهم ما زالوا يفتقدون للخبرة الكافية في كيفية التعامل والتعاطي مع وسائل التكنلوجيا الحديثة .

المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
- بكالوريوس من جامعة كربلاء/ كلية التربية للعلوم الإنسانية/ قسم الجغرافية في عام ٢٠١٠.
- ماجستير من جامعة القادسية/ كلية الآداب/ قسم الجغرافية في عام ٣٠١٣.
- محاضر في جامعة كربلاء للمدة ٢٠١٣-٢٠١٥.
- محاضر في الكلية التربوية المفتوحة/ مركز كربلاء للمدة ٢٠١٤-٢٠١٥.
- عدد البحوث المنشورة: ٤
- أحد الكتاب المشاركين في تأليف موسوعة كربلاء الحضارية/ المحور الجغرافي.
- المؤتمرات الدولية: ١
- المؤتمرات المحلية: ١
- الدورات التدريبية المعتمدة: ٧
- كتب الشكر: ١٠
- محاضر في عشرات الورش والدورات التدريبية.
أوّل العلم الصمت، والثاني الاستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل، والخامس نشره.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق