تنبثق مشكلة خطورة مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال , من ضعف
اللوائح والقوانين التي تنظم استخدام أجهزة التكنلوجيا , مثل
الأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة , فضلاً عن استعمال الانترنت
ومواقع التواصل الاجتماعي , لذا فإنَّ هذه القضية من القضايا
المحورية الجديدة على الساحة التربوية .
وبالرغم من إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي التي تساعد على تقريب
المسافات , وتبادل الآراء والأفكار , والتواصل مع العالم الخارجي ,
ومعرفة ثقافات الشعوب , إلاّ أنَّها في الوقت نفسه تشكّل خطراً
كبيراً على البيئة التربوية لمجتمعاتنا الإسلامية .
إذ أشارت العديد من الدراسات إلى أنَّ استعمال الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي ؛ يُسبّب في عزلِهم عن مجتمعهم الذي يعيشون فيه , لاتصالهم بأشخاصٍ افتراضيين , قد يكونوا مختلفين عن الحقيقة , أي تكون صفاتهم وملامحهم خيالية . وقد عزّز ذلك النتائج التي توصّل إليها الباحثون , التي تُشير إلى أنَّ الاقلاع عن التدخين أسهل بكثير من التخلّص من مواقع التواصل الاجتماعي واستعمال الانترنت . على حين بيّنت دراسة بريطانية أجريت حديثاً من قبل الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال , أنَّ نسبةً كبيرةً من الأطفال الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي يتعرّضون إلى المضايقات ويتلقّون صوراً غير مرغوب فيها , الأمر الذي يتسبّب بحدوث مشكلاتٍ نفسية بالغة الأثر تؤدّي في بعض الأحيان إلى الانتحار .
مثلما أنَّ هناك مخاطراً على المستوى الدراسي ؛ لأنَّ الأطفال يصبح لديهم هاجس مواقع التواصل الاجتماعي , ممّا قد يؤثر على تركيزهم في الصف وانخفاض مستوى تحصيلهم ؛ لأنَّهم يشغلون أغلب وقتهم على شبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الآثار الصحيّة المتمثّلة بكثرة عدد الساعات التي يتعرّض لها الطفل لإشعاعات الأجهزة الالكترونية , وآثار تتعلّق بضعف النظر وأوجاع الرأس والرقبة والظَهر والمفاصل وفقدان التركيز وغيرها من الآثار الصحية الأخرى .
إنَّ ما سبق ذكره من آثارٍ تجعل أولياء الأمور أمام مسؤوليةٍ كبيرة تدعوهم إلى تقديم التوجيهات والإرشادات الكفيلة بالاستخدام الآمن لمواقع التواصل الاجتماعي , واستخدام برامج التكنلوجيا الحديثة التي تسمح بالاستخدام السليم للانترنت لحماية الأبناء من المخاطر غير المتوقعة , والبليغة على شخصياتهم مستقبلاً .
وختاماً لابدّ من الحيطةِ والحذر من أن يقع أطفالنا فريسةً لتجمعاتٍ أو منظماتٍ تهدف للإيقاع بالناس , وتجميع مناصرين لتنفيذ أفكار مريضة أو أعمال مشبوهة أو عمليات تجسس أو أعمال ارهابية , وأن نكون دائماً بكامل وعينا بالتعامل مع الغرباء . وعليكم إخوتي أخواتي أن تحرسوا أطفالكم وتحموهم من الوقوع بهذا الفخ ؛ كونهم غير مدركين لكافّة الأمور مهما تمتعوا بذكاء أو ثقافة فهم ما زالوا يفتقدون للخبرة الكافية في كيفية التعامل والتعاطي مع وسائل التكنلوجيا الحديثة .
مجموعة العميد التعليمية