المقالات
الصراع بين المراهق وأسرته !!! كيف نعالجه؟
2017/02/22 3077

يحدث الصراع بين المراهق وأسرته نتيجةً لعدم تفهّم أحدهما للآخر

فالأسرةُ تخاف من اندفاع ولدها المراهق وتهوّره في كلِّ ما يقوم به من أعمال ، والمراهقُ يفسّر خوف الأسرة عليه تدخلاً في خصوصياته أو تصغيراً لشخصِه.

ويشعر الكثير من الآباء بأنَّهم يواجهون صعوبات في علاج مشكلات أولادهم المراهقين ،إذ يصابون بالقلق والاضطراب ، فيطلبون دعم المختصّين ونصيحتهم فيما يتعلّق بأسلوب التعامل مع أولادهم المراهقين وكيفية حل مشكلاتهم ،

لذا عليك عزيزي المراهق – أن تعرف أنَّ كثرة الأسئلة من ذويك (الأب والأم أو من يمثلهما ) هو نابعٌ من القلق عليكَ ،فلا تَعد ذلك تدخلاً في خصوصياتك .

مثلما أنت أيها الأب الفاضل عليكَ أن تعرف أنَّ عناد ولدك لم يكن من أجل تَحدّيك وعدم سماع أوامرك ، إنمَّا ليقول لك :

أبي العزيز إنِّي الآن قد كبرت وأحتاجُ إلى مساعدتك ،فمثلما أنتَ استطعتَ اجتياز مراهقتك ، دعني أجتازها بسلام .

تَسهم الأساليب السلبية المتّبعة في التنشئة الاجتماعية في تشكيل حوالي (70%) من حالات التوتر والصدام بين المراهق وأسرته(بحسب الدراسات والبحوث) ، ونتيجةً لذلك يلجأ المراهق إلى سلوكياتٍ مزعجة ، ويبحث عن بيئةٍ جديدة تحتضنهُ ، بالحب والحنان والاستماع وتفهم حاجاته ، ولاسيما النفسية، وغالباً ما يجد ذلك في الاصدقاء ،وهذه استجابة نفسية طبيعية لمختلف الظروف التي تحيط بالمراهق ،

ومن هنا قد تبدأ المشكلات ومعاناة الأهل ، لاسيما إذا كان الأقران من أصدقاء السوء .

لذا على الوالدين عندما يريدان التعامل مع تصرّفات أولادهم المراهقين من البنين والبنات ، عليهما أن يتذكّرا بأنَّهما كانا في يومٍ من الأيام مراهِقَيّن ،وأن يُحَلّلا الموقف الذي دفع ولدهم لهذا التصرّف على ضوء استجابتهم لمواقفٍ مشابهة قد تعرّضوا لها أثناء مراهقتهم ، أي أن يسأل الأب نفسه ؛ عندما كنت مراهقاً وتعرّضت للموقف نفسه الذي تَعَرّضَ لهُ ولدي اليوم ، كيف كانت تصرّفاتي حيال ذلك الموقف ، فضلاً عن وجود منافسٍ لنا في الوقت الحاضر لم يكُنْ في السابق له دور في جذب أولادنا ألا وهو (الانترنيت) ، الذي يوفّر لهم كل ما يرغبون بالحصول عليه ومن دون رقابةٍ، ولكن عندما يتحدّى المراهق الثوابت القيمية والأخلاقية ، عندها يجب أن نوقِفهُ عند حدِّهِ . لذا علينا التأنّي والصبر في تعاملنا مع المراهقين ، فالتغيرات الفسيولوجية والنفسية والانفعالية التي تحدث لديهم بسبب عمل الهرمونات الخاصّة بكلِّ جنس (ذكر أو أنثى) ساهمت في إحداث الكثير من التغيرات ( الجسمية والنفسية والعقلية والانفعالية)، وعكّرت مزاجُهُ وجعلته في ثورة وصراع نفسي داخلي دائم ؛صراع بين مغريات الطفولة والرجولة، صراع بين مثالية أحلامه و الواقع الذي يعيش فيه ، وصراع قيمي بين ما تعلّمه من أخلاق وقيم ومبادئ، ومغريات الثقافة الغربية المعروضة أمامه.

سأل أحد الاختصاصيين في الإرشاد الأسري مجوعة من الأمّهات كُنَّ حاضرات في برنامجٍ عرض كيفية التعامل مع المراهقين السؤال الآتي :

ماذا يريدُ منّا المراهق ؟ وكانت إجابات الأمّهات كالآتي :

( الخروج مع الأصدقاء ، الحصول على سيارة ، الافراط في شراء الملابس ،..... الخ ) ،

فطلب منهن المرشد الأسري أن يجلسن اليوم مع أولادهن المراهقين ويسألنهم نفس السؤال ( ماذا تريد منّا ؟ ) فتَعَجَبْنّ من الإجابات، إذ إنَّ أغلبهن قُلْنّ طلبوا شيئين فقط (حُسن الاستماع والانصات ، والشيء الآخر الحب والاهتمام) .

هذا ما يريدهُ المراهق منّا كآباء وأمهات (الانصات والحب) ، كان الطفل المراهق في السابق يحصل على المعلومات الحياتية من الأسرة ، أمّا اليوم فيحصل عليها من (الانترنت) الذي أصبح منافساً قوياً لنا في تربية أولادنا ، ولكن هناك شيء وحيد لا يستطيع الانترنت أن يعطيه لأولادنا بل نحن فقط من يُعطيه ألا وهو الحب والاهتمام ، فالجلوس معهم والاستماع إليهم والصبر على تصرّفاتهم البسيطة التي لا تتعدّى الضرب والاعتداء على إخوانهم وأخواتهم أو العناد كنوع من إثبات الرجولة والشخصية ،

وهذه الحالة قد تستغرق من ثلاث إلى أربع سنوات ، وأن نذكر دائماً الجوانب الإيجابية من سلوكياتهم ، وعدم ذكر الجوانب السلبية.

المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
- ماجستير / علم النفس التربوي
- خريج اعدادية كربلاء للبنين عام ١٩٨٢
- خريج كلية الآداب _ جامعة بغداد ١٩٨٧
- أكملت الماجستير ٢٠٢٠
- عملت في مجال الإرشاد التربوي ٢٥ سنة لحين احالتي على التقاعد ٢٠١٢
- درست مادة علم النفس في معهد المعلمين المسائي _ كربلاء للفترة من ٢٠٠٤ ولغاية ٢٠٠٩
- باحث في إرشاد الأطفال والإرشاد الاسري
- اعمل الآن في قسم التربية والتعليم في العتبة العباسية منذ عام ٢٠١٥ ولحد الآن صفة باحث تربوي في مجال الإرشاد التربوي وإرشاد الأطفال
- خبير في تشخيص وعلاج المشكلات السلوكية للأطفال
- قدمت العديد من الورش التدريبية المعلمين والمعلمات والمرشدين التربويين ومعلمات رياض الأطفال في مجال ( المشكلات السلوكية ، التربية الذكية ، المهارات التربوية والتعليمية للمعلم الناجح ومهارات المرشد التربوي الناجح.، تنمية الإبداع ، التطبيقات العملية للنظريات الارشادية).
- كتبت ١٣ مقال في المجال التربوي في موقع alameed.iq
- ساهمت مع لجنة تربوية بتأليف كتاب (دليل المرشد التربوي لرعاية السلوك) عام ٢٠١٧
على الإنسان أن ينقل العلم الذي يعرفه إلى من حوله، كي تتوسع دائرة الحكمة والنور في العالم.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق