المقالات
تربية الأطفال على أداء الصلاة ..
2019/02/13 772
إنَّ أولادنا أمانةٌ في اعناقنا، وهبها الله تعالى إيّانا، وكم نتمنّى جميعا أنْ يكونوا صالحين، وأنْ يوفّقهم الله في حياتهم دينيا ودنيويا. وفي أسلوب معاملة الأبناء رُويَّ عن الإمام الصّادق (عليه السلام) أنَّهُ قال: "أمهل صبّيكَ حتّى يأتي له ست سنين، ثمّ ضُمّه إليكَ سبع سنين فأدّبه بأدبِكَ فإن قبل وصلح وإلّا فخلِّ عنه" (الكافي : 6/46)، ولِنَعلم أنَّ أولادنا في حاجةٍ لأمور كثيرة: كالحاجة للحبِّ, والتقدير الاجتماعي, والحرية, وتحقيق الذات, وغيرها .
وفيما يخص الصّلاة قال الله تعالى: "وأمر أهَلكَ بالصّلاة واصطبر عليها" (طه, 132), إذ لا بدّ لنا من إبراز أهمية الصلاة في الإٍسلام ومنزلتها العظيمة, مثلما يجب علينا أن نعلم أنَّ تعويد الطفل على الصّلاة هدفٌ حيوي في التربية الإيمانية للطفل. ونذكّر بأنَّ الطفولة ليست مرحلة تكليف وإنَّما مرحلة إعدادٍ وتدريب وتعويد للوصول إلى مرحلة التكليف عند البلوغ، فيسهل على الطفل أداء الواجبات والفرائض .
وفي هذا الصدد, لا بدَّ من التمييز بين مرحلتين مختلفتين , يتّبع في كلِّ واحدةٍ منها إجراءات وأساليب تختلف عن الأخرى , وعلى النحو الآتي :
أولاً : مرحلة الطفولة المبكّرة إلى المتوسطة:
في هذه المرحلة يكون الأمرُ سهلاً، فالكلامُ البسيط اللطيف الهادئ عن نِعم الله تعالى وفضله وكرمه (المدعَّم بالعديد من الأمثلة)، وحب الله لعباده ورحمته، يجعل الطفلَ من تلقاءِ نفسه يشتاق إلى إرضاءِ الله سبحانه وتعالى؛ ففي هذه المرحلة يكون الاهتمام بكثرة الكلام عن الله سبحانه وتعالى، وقدرته، وأسمائه الحسنى، وفضله، وفي المقابل ضرورة طاعته، وجمال الطاعة، ويسرها، وبساطتها.
في الوقت نفسه لا بدّ من أن يكون هناك قدوةٌ صالحةٌ يراها الصغير أمام عينه؛ فمجرّد رؤية الأب والأم، والتزامهما بالصّلاة يوميًّا من دون ضجرٍ أو مللٍ يؤثّر إيجابيًّا في نظرة الطفل لهذه الطاعة، فيحبّها لحبِّ المحيطين به لها. ويلتزم بها مثلما يلتزم بأي عادةٍ وسلوكٍ يومي.
ثانياً: بالنسبة للطفولة المتأخّرة وسن المراهقة:
فبعد سن التاسعة يلحظ بصورةٍ عامّة تغيّر سلوك الأبناء اتجاه الصّلاة، وعدم التزامهم بها، فيلحظ التكاسل، والتهرّب، وإبداء الملل. إنَّها ببساطةٍ طبيعة المرحلة الجديدة "مرحلة التمرّد، وصعوبة الانقياد والانصياع"، وهنا لا بدّ من التعامل بحنكةٍ وحكمة مع الأبناء, من طريق الابتعاد عن السؤال المباشر: هل صلّيت الفجر؟ الابن أو الابنة سوف يميل إلى الكذب وادّعاء الصّلاة للهروب منها.

إن لم يصلِّ الشاب يقف الأبُ أو الأمُ بجواره - للإحراج- "أنا في الانتظار لشيءٍ ضروري لا بدّ أن يحدث قبل فوات الأوان"، بطريقةٍ حازمة، ولكن غير قاسية بعيدة عن التهديد والتشجيع، وبالنسبة للبنات يكفي بالقول: "هيا سوف أصلّي تعالي معي"، فالبناتُ يملنَّ إلى العمل الجماعي. أمّا بالنسبة للذكور يمكن تشجيعهم على الصّلاة بالمسجد أو العتبات المقدّسة وفي كلا الحالتين - الشاب أو الشابة- لا ننسى التشجيع والتعزيز، وإبراز أنَّ الالتزام بالصّلاة من أفضل ما يُعجبنا فيهم، وأنَّها ميزة تطغى على باقي الخصائص والسلوكيات الأخرى في شخصياتهم.
ولنتذكّر دائما عزيزي ولي الأمر الكريم قوله تعالى : "رَبِّ اجْعَلني مُقِيمَ الصّلاةِ وَمن ذُرِّيتي رَبَّنا وَتَقبَّلْ دُعَاءِ" (إبراهيم, 40)
وقوله تعالى : " رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" (الفرقان, 74)
وإنَّ صلاتنا لا بدّ أن تكون ذات خَشوع وخضوع حتّى تنهانا عن المنكرات، وتحضّنا على الطاعات , فقد ورد عن الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) "مَنْ لم تَنْهِهِ صلاتِهِ عن الفحشاءِ والمنكرِ لم يَزْدد مِن اللهِ إلّا بُعدا" (مستدرك الوسائل 4/144)
المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
- بكالوريوس من جامعة كربلاء/ كلية التربية للعلوم الإنسانية/ قسم الجغرافية في عام ٢٠١٠.
- ماجستير من جامعة القادسية/ كلية الآداب/ قسم الجغرافية في عام ٣٠١٣.
- محاضر في جامعة كربلاء للمدة ٢٠١٣-٢٠١٥.
- محاضر في الكلية التربوية المفتوحة/ مركز كربلاء للمدة ٢٠١٤-٢٠١٥.
- عدد البحوث المنشورة: ٤
- أحد الكتاب المشاركين في تأليف موسوعة كربلاء الحضارية/ المحور الجغرافي.
- المؤتمرات الدولية: ١
- المؤتمرات المحلية: ١
- الدورات التدريبية المعتمدة: ٧
- كتب الشكر: ١٠
- محاضر في عشرات الورش والدورات التدريبية.
أوّل العلم الصمت، والثاني الاستماع، والثالث الحفظ، والرابع العمل، والخامس نشره.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق