المقالات
علم النفس العلاجي (المفهوم – المراحل – المسلّمات)
1970/01/01 712

يُعد هذا العلم أحد الفروع التطبيقية لعلم النفس, إذ يقوم على الإفادة من الدراسات والبحوث التي أمكن الوصول إليها من نتائج هذه البحوث والدراسات في فروع علم النفس المختلفة, ومن العلوم الأخرى ذات الصلة, والهدف من ذلك فهم وتحديد موضوعي لمدلول السواء واللاسواء في السلوك, وذلك بهدف زيادة كفاءة الخدمات العلاجية التي تقدّم للمرضى النفسيين في مجال الفحص والتشخيص, والتأهيل, والعلاج.
ويُعَّرف علم النفس العلاجي بأنَّهُ : أحد ميادين علم النفس الذي يتضمّن تشخيص الأمراض النفسية والعقلية, واضطرابات السلوك, وعلاجها, وذلك بالإستعانة بالوسائل والأدوات العقلية.
ويمكن تلخيص معالم تطوّر علم النفس العلاجي بمراحل عديدة يمكن إجمالها بالآتي:


1- مرحلة الانتقال من العلاج بالشعوذة إلى العلاج العضوي.
2- مرحلة الانتقال من العلاج العضوي إلى التحليل النفسي.
3- مرحلة الانتقال من التحليل النفسي إلى العلاج السلوكي.

وتوجد مسلّمات عديدة في علم النفس العلاجي, أهمها:

- السلوك يحرّكه دافع ويسعى لإشباع حاجة: وتنظّم الدوافع والحاجات على شكل تدريجٍ هرمي, وبعضها أقوى من الآخر, والبعض أولي, والبعض الآخر ثانوي.

- السلوك الإنساني يتحدد بدوافع شعورية ولا شعورية: يركّز رواد مدرسة التحليل النفسي على الصراعات والدوافع اللاشعورية كعمليات إفتراضية, ويصف آخرون بأنَّها عوامل غيبية, ويفضّل رواد النظريات الحديثة الحديث عن المستوى الشعوري المدرك المحسوس, وفضلاً عن ذلك يؤمن المعالجون النفسيون بأنَّ السلوك الإنساني يتحدد بعمليات قد لا يكون الفرد على وعيٍ كلي بها.
- السلوك أنماط متعددة: أساليب السلوك عموماً مكتسبة, ومتعلّمة من البيئة, ويؤكّد رواد النظرية الشخصية, والسلوكيون أنَّ التفاعل قائمٌ بين خصائص الكائن الإنساني الوراثية والبيئة المكتسبة وعمليات التعلّم.
- يتّصف السلوك بالإتساق والإطراد: يتميّز السلوك الإنساني بالإتساق والإطراد في الدوافع وأساليب السلوك, وإشباع الدوافع والحاجات, وهذا الإطراد في السلوك هو الذي يسمح بالتنبؤ بسلوك الفرد المستقبلي في ظروف مختلفة, إذ يحاول المعالج النفسي أن يحدد الأساليب المطّردة في التفكير والإستجابات.
- الشخصية تنظيم دينامي ثابت نسبياً: يمكن النظر على الشخصية على أنَّها تنظيم ثابت نسبياً للنواحي النفسية والجسمية التي تحدد سلوك الفرد, وأسلوب حياته, وهي نتاج تفاعل دينامي للاستعدادات الداخلية.

- النفسية الأساسية مع العلاقات الإنسانية في إطار إجتماعي: لذلك يجب النظر إلى الشخصية, و السلوك الذي يصدر عنها على أنَّها نتاج تفاعل الأجهزة المختلفة, أو نتاج الصراع المتفاعل ما بين القوى الذاتية, من جهة, والقوى الموضوعية من جهةٍ أخرى, والفرد المتوافق هو الذي يستطيع أن يحل صراعاته, ويزيل توتّراته, ويشبع حاجاته بما يتلاءم مع الواقع, أمّا الفرد غير المتوافق, فهو يلجأ إلى حيل الدفاع اللاشعورية.
- الشخصية وحدةٌ كلية: الشخصية وحدٌة كليةٌ متكاملةٌ, ولذلك فإنَّ الأعراض الخاصة بالمرض ليست بمعزل عن الشخصية, ولكلِّ عرضٍ معنى و صلة وثيقة بحياة المريض النفسية, ولذلك فليست للأعراض في المنهج العلاجي من دلالةٍ أو معنى إلاّ بالرجوع لوحدة الشخصية في صلتها بالعالم, والنظرة الإكلينيكية لا تقتصر على جانبٍ سلوكي بعينه, وإنَّما تصنع في اعتبارها كافّة الإستجابات التي تصدر عن الفرد ككل.
- الشخصية وحدةٌ زمنيةٌ: ومعنى ذلك أنَّ إستجابات الشخصية لموقف معين, إنَّما تتّضح في ضوء تاريخ الفرد, وحاضره واتجاهه للمستقبل. لذلك تُعدّ دراسة الحالة من الأدوات التي تُعين المعالج النفسي على تشخيص حالة الفرد وفهمها وعلاقته بالبيئة المحيطة به.

المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
بكالوريوس علم النفس التربوي. كلية التربية جامعة الموصل عام 1990.
ماجستير علم نفس الخواص. الجامعة المستنصرية. 2007
دكتوراه في علم النفس التربوي. كلية التربية. جامعة بغداد 2014.
تدريسي مواد علم النفس المختلفة في معهد إعداد المعلمين / كربلاء لأكثر من 24 عاماً.
حالياً تدريسي مادة علم النفس التربوي في معهد الفنون الجميلة / كربلاء المقدسة.
طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق