شخَّص الكثير من التربويين قصوراً في الأداء المهني للمعلّمين، وارجعوا سبب ذلك إلى ضعف كفاية الأساليب المعتمدة في الإعداد ، ودعوا إلى البحث عن أساليبٍ أكثر تطوراً تمكّن الطلبة(المعلّمين)من أداء المهارات التعليمية بمستوى أفضل ممّا هو عليه، لذا ازداد الاهتمام في السنوات الأخيرة بالمهارات وتعلّمها، وذلك لإيمان التربويين بأهميتها في بناء شخصية المعلّمين، وقد شمل هذا الاهتمام المواد الدراسية جميعها في المرحلة الابتدائية ، وفي مقدّمتها المواد الاجتماعية التي أصبح من بين أهدافها الرئيسة تنمية بعض المهارات إلى جانب تنمية المعارف والاتجاهات والقيم. وأدّى التطوّر التكنولوجي إلى ضرورة تعلّم مهارات جديدة تلبّي حاجات هذا التطوّر، إذ إنَّ المكتشفات الجديدة وتزايد عدد الأجهزة والآلات وتنوّعها، يفرض على الإنسان المعاصر تعلّم مهاراتٍ جديدة متنوّعة؛ لكي يتمكّن من مسايرة التطوّر الذي طرأ على حياة المجتمعات المعاصرة.
وتبرز أهمية المهارات في أنَّها تُزيد من مستوى اتقان الأداء؛
فالأداء الماهر ينماز بالكفاية والجودة، ويستطيع المعلّم أن يتحسَّس
تطوّر أداءه وما يطرأ عليه من تغيّر نحو الأفضل من خلال التدريب
والممارسة.
مثلما تؤدّي المهارات إلى كسب ميولٍ إيجابية نحو التعلّم، فالعلاقة
بين المهارة والميل علاقة تبادلية، فالميل يؤدّي إلى اكساب مهاراتٍ
جديدة، والمهارة تساعد على اكتساب ميولٍ جديدة، والمهارات ما هي
إلّا بعد مهم من أبعاد الخبرات التي تتاح للمتعلّم تعلّمها
واكتسابها، ولهذا يمكن عد المهارات من الوسائل المباشرة التي تتفاعل
مع المواقف الحقيقية للحياة والمواقف الجديدة التي يُعد التدريب على
مواجهتها أحد أهداف التربية الحديثة، ويُعد قيام المعلّمين بأداء
المهارات والتمكّن منها دليلاً كافياً على أنَّهم أصبحوا قادرين على
ما تتطلّبه منهم المهنة بدرجةٍ عالية من الجودة والكفاءة، وأنَّ
المتعلّمين يحتاجون أن يتعلّموا بمعدلاتٍ أعلى من الفعّالية
والمهارة بصورةٍ مختلفة، إذ إنَّ حجم المعارف قد نما بسرعةٍ هائلة،
وأصبحت متطلّبات مهارات الأداء للوظائف كبيرة، وبذلك تُعد المهارات
التعليمية ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمعلّم وفي المراحل الدراسية
جميعها، لذلك على المعلّم أن يتقن المهارات التعليمية لدى عملية
إعداده، إذ من دون هذا الاتقان على الصعيدين النظري والتطبيقي فإنَّ
معلّم هذه المواد لا يستطيع تحقيق الأهداف التربوية ، ولاسيما إذا
اقتصرت عملية إعداده على مجرّد إحاطته بالحقائق والمعلومات المتصلة
بمادة تخصصه، وهذا يعني استيعاب المعلّم لمادة تخصصه العلمية لا
تكفي لبلوغ نجاحه المهني، بل يتطلّب منه أن يمتلك المهارات
التعليمية اللازمة لمختلف المواقف التعليمية، ومن هنا اتجهت كليات
التربية ومعاهد إعداد المعلّمين نحو اعتماد المهارات التعليمية في
إعدادهم وتمكينهم من إجادة ممارساتهم التعليمية في الصف.
مجموعة العميد التعليمية