المقالات
لغة الطفل بين الواقع والمأمول
2019/08/10 631
يُولد الطفلُ وهو مزوّد بأجهزة النطق، وكذلك الجوانب العقلية التي تختص بهذا الجهاز ، إلّا أنَّ السؤال هنا : كم من أطفالنا يُظهر مستوى عالِ من حيث التلفّظ بشكلٍ صحيح والطلاقة اللغوية، وامتلاكه لعددٍ كبير من المصطلحات والمعاني اللغوية؟ والجواب على ذلك يعتمد على مقدار تفاعل الوالدين، وأسرة الطفل في إثراء ذلك الجانب لديه، فقد أكّدت العديد من الدراسات على الدور الكبير للأسرة في السنوات الأولى من عمر الطفل في تنمية المقدرة اللغوية لديه ، لذا سنذكر بعض الإرشادات للأسرة التي من شأنها تطوير مهارة الطفل في الجانب اللغوي :
1ـ التحدّث مع الطفل بوقتٍ مبكّر ، والاستمرار في محادثته كلّما سنحت الفرصة، وإن لم يفهم الكلام؛ فقد بينت العديد من التجارب أنَّ إتقان الطفل للغة وتبكيره في النطق يتناسبان طرديًا مع كثرة محادثته.
2ـ هنالك عدد من الأنشطة التي تُزيد رصيد الطفل من الكلمات، وكذلك ملكته العقلية، من مثل إطلاعه على كتب ومجلات الأطفال المصوّرة، التي تعرض أشكالاً وصورًا لكثير من المخلوقات التي يجب أن يعرفها الطفل، التي يمكنه أن يستوعب أسماءها والقصص المكتوبة عنها، وتلقينه أسماء بعض الأشياء، والطلب منه أن يلفظ اسمها، وأن يرددها من حين لآخر إلى أن يتمكّن منها بشكلٍ جيد.
3ـ التكلّم مع الطفل بشكلٍ صحيح من حيث اللفظ والمعاني، وتجنّب اللهجات الصعبة، وعدم مخاطبته بلهجة الأطفال، لما في ذلك من إساءة إلى لسانه.
4ـ الإجابة عن جميع أسئلة الأطفال مهما كان نوعها، وبلغةٍ مبسّطةٍ مفهومة، وعدم التذمّر مهما كثرت الأسئلة.
5ـ تنبيه الطفل إلى أخطائه في النطق بلين وبشاشة، وعدم الانتقاص منه أو جرح إحساسه إن تلعثم في الكلام، وإن طالت مدة التلعثم.
6ـ ممارسة الكلام أو اللغة مع الطفل أثناء أداء الأعمال المختلفة أساس تعلّم اللغة، إذ ينبغي الحديث معه من قِبل جميع أفراد الأسرة أثناء مداعبته، وأثناء وقبل تقديم وجبات الطعام، وأثناء تغيير ملابسه، وأثناء ممارسة الألعاب الجماعية، وفي النزهات وفى كل مناسبة، وبما أنَّ النمو العقلي مرتبط بالنمو اللغوي؛ فإنَّ أي تأخّرٍ في النطق سيؤدي إلى تأخّر نمو الطفل العقلي.
7ـ تجنّب الضغط ، واللجوء إلى العنف في تعليمه؛ لئلا تكون النتيجة سلبية ، بل الإكثار من الحديث معه، وتصحيح أخطاءه اللغوية، وتذليل الصعوبات اللغوية التي تصادفه.
8ـ توفير البرامجِ التعليمية المسموعة منها والمشاهَدة والمقروءة، ولا يزال برنامج ) مناهل) ومدرّب (أبو الحروف) له أثره الفعّال في نفسي، فمثل تلك البرامج تمثل دافعًا قويًّا للبحثِ عن الكلمات ومعرفة معانيها. وبالتالي زيادة الحصيلة اللغوية لدى الطفل .
المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
• اكملت الدراسة الابتدائية والثانوية في المدارس التابعة لمديرية تربية ديالى.
• حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم التربوية والنفسية من جامعة كربلاء عام 2011.
• اكملت دراسة الماجستير في نفس الجامعة في تخصص علم النفس التربوي عام 2013ومن ثم الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة بابل عام 2021.
• السيرة المهنية: تشرفت بالعمل في قسم التربية والتعليم العالي التابع للعتبة العباسية المقدسة منذ عام 2014 بصفة مشرف تربوي على الملاكات التعليمية العاملة في مجموعة العميد التعليمية.
• شاركت في تنفيذ العشرات من الورش التدريبية والمحاضرات التطويرية للعديد من الملاكات التربوية (معلمين، مدرسين، مرشدين تربويين، اساتذة جامعات، ...الخ).
• مصمم ومعد للعديد من البرامج التربوية وبعدة مجالات (دينية، إرشادية، سلوكية، قيمية).
• المساهمة في تأليف كتاب (دليل المرشد لرعاية السلوك، سلسلة النفس تربوية).
العلم يبني بيوتاً لا عماد لها.. والجهل يهدم بيت العز والكرم.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق