الألفاظ النابية عند الأطفال وكيفية التعامل معها
الألفاظ النابية عند الأطفال وكيفية التعامل معها
من المعروف أنَّ المولود يُولَد على الفطرة مثلما أكّد الحبيب المصطفى
عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام، وتُعدُّ الأسرةُ الفاعل الأول في
حياة الطفل، فمن طريقها يتعلّم اللغة ويتشرّب القيم والعادات
والتقاليد الاجتماعية ، وعندما يصبح الطفل في مرحلة الطفولة المتوسطة
يستطيع الاعتماد على الذات والتواصل اللغوي مع دائرة أوسع من الأسرة،
إذ يبدأ باكتساب عاداتٍ سلوكية جديدة قد تكون دخيلة على الأسرة، ومن
تلك العادات السلوكية تعلّمه بعض الكلمات النابية ، فمن الأمور
المُعيبة اجتماعياً أن يتلفّظ الأطفال كلمات سيئة غير مقبولة دينياً
أو اجتماعياً ، ليس أحرج على الأبوين وأحزن على قلبيهما من أن يتلفّظ
ابنهما بألفاظ بذيئة أمامهما أو أمام الغرباء، فيشعران بالحرج وتكون
ردة فعلهم الغضب على أولادهم ، ولعلَّ من أهم أسباب السباب والشتم عند
الأطفال ، هو تعبير الطفل عن غضبه وضيقه ، أو جذب انتباه الآخرين ، أو
إحساس الطفل بأنَّ السباب نغمةٌ جميلة يمكنه ترديدها ، أو تقليد ما
يراه سواء في واقع النّاس من حوله أو على الشاشة . وعلى العموم هناك
بعض المصادر يستقي منها الطفلُ مفرداته وأهمّها: 1ـ الأسرة : وهذا
يُعد المصدر الأساس خاصة في السنين الأولى من عمر الطفل إذ يردِّد
الكثير من المفردات من دون وعيٍ منه عن معاني هذه الكلمات، فحين يسمع
والِدَيه يتلفّظان بكلماتٍ يردّدها تلقائياً. 2ـ المحيط الاجتماعي:
الأقارب والأصدقاء و الجيران والمدرسة، حين يحتك بهم الطفل فيتعلّم
منهم بعض الألفاظ. 3 ـ وسائل الإعلام: ولعلّه الأخطر نتيجة اهتمام
الأطفال بمتابعة البرامج التلفزيونية التي تذخر بالألفاظ السيئة حتّى
في تلك البرامج المخصَّصة للأطفال .
وهناك مجموعة من الإرشادات التربوية على الأسرة مراعاتها والعمل بها
من أجل علاج مثل هكذا سلوك غير تربوي :
• عدم الانزعاج عند سماع كلمة نابية من الطفل لأول مرة، حتّى لا تُعطي
للكلمة أهمية وتأثير، وكذلك عدم الضحك من الكلام الذي أطلقه الطفل,
فالضحك يدفعه إلى تكرار هذه الكلمات.
• محاولة تجاهل الطفل عند تلفّظه بمثل هكذا ألفاظ ، إذ قد يكون الطفلُ
يحب استثارة الوالدين ولفت أنظارهم، فيفرح بذلك ويصرّ على هذه الكلمات
عند غضبهم وكأنّهُ حقق هدفه.
• حرمان الطفل من شيءٍ يحبّه حتّى لو كان الحرمان من المديح أو
الابتسام، فالمهم أن تظهر الأسرة رفضها لهذا السلوك.
• قيام الأسرة بتعليم طفلها ألفاظاً طيبة بديلة عمّا قاله من مثل "
احسنت ، شكراً ، عزيزي ....الخ" . وتجنّب التلفّظ بألفاظٍ نابية أمام
الأطفال.
• قد يطلّب من الطفل أحياناً غسل فمه بالماء والصابون بعد التلفّظ
بالكلمات النابية تعبيراً عن تنظيف لسانه من هذه الألفاظ.
• التوضيح للأطفال أنَّها كلماتٌ سيئة ولا يصح التلفّظ بها ، وإظهار
رفض الوالدين واستيائهما لهذا السلوك وذمّه علناً، وقد تكون إيماءة
بسيطة من الأب أو تعابير وجه الأم كفيلة بالتعبير عن الغضب لهذا
السلوك. والطلب منه الاعتذار كلّما تلفّظ بمثل هكذا كلمات بذيئة .
• عدم معاقبة الطفل جسدياً إن أصرّ على قولها؛ لأنّهُ بذلك سيصرّ أكثر
عليها ، وإنَّما تحديد المصدر الذي يستقي منه الطفلُ هذه اللغة
المرفوضة ومحاولة عزله عن ذلك المصدر ، سواء كان صديقه أو جاره وغيرهم
.
• اكملت الدراسة الابتدائية والثانوية في المدارس التابعة لمديرية تربية ديالى.
• حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم التربوية والنفسية من جامعة كربلاء عام 2011.
• اكملت دراسة الماجستير في نفس الجامعة في تخصص علم النفس التربوي عام 2013ومن ثم الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة بابل عام 2021.
• السيرة المهنية: تشرفت بالعمل في قسم التربية والتعليم العالي التابع للعتبة العباسية المقدسة منذ عام 2014 بصفة مشرف تربوي على الملاكات التعليمية العاملة في مجموعة العميد التعليمية.
• شاركت في تنفيذ العشرات من الورش التدريبية والمحاضرات التطويرية للعديد من الملاكات التربوية (معلمين، مدرسين، مرشدين تربويين، اساتذة جامعات، ...الخ).
• مصمم ومعد للعديد من البرامج التربوية وبعدة مجالات (دينية، إرشادية، سلوكية، قيمية).
• المساهمة في تأليف كتاب (دليل المرشد لرعاية السلوك، سلسلة النفس تربوية).