المقالات
النشاط الحركي الزائد لدى الأطفال (الجزء الثاني )
2017/10/06 222

يُنظر إلى بعض الأطفال على أنَّهُ فوضوي .. مندفع .. عدواني ..غير مبال ، وهذا ما يجعله موضع شكوى من المعلّمين والوالدين , من دون أن يعلموا أنَّ هذا الطفل يعاني من النشاط الحركي الزائد , ولا يستطيع معه أن يسيطر على سلوكه واندفاعه وعدم انتباهه , ولا يمكن أن يبقى هادئا في مكانه , بل يرغب وبشدَّةٍ في أن يمارس نشاط الجري والقفز باستمرار وفى أي مكان :

(المنزل , المدرسة , والشارع) من دون هدفٍ محدّد ، وهذا يسبب قلقاً للآخرين ممّن يتعاملون معه . ويكون هذا الاضطراب مصحوباً بضعف التركيز مع التشتت الذهني ، ممّا يؤثر بالتالي على مستوى تحصيله الدراسي وعلاقاته الاجتماعية بالرغم من مستوى قدراته . مثلما أنَّ (بعض الأطفال قد يصابون بنقص الانتباه والتشتت فقط من دون النشاط الحركي الزائد ، فضلاً عن أنَّ ما يظهر على بعض الأطفال من النشاط الحركي المقبول غير المصحوب بنقص الانتباه والتشتت لا يُعدُّ اضطراباً) .
إنَّ اضطراب النشاط الحركي الزائد سلوك تتعرّض له نسبة غير ضئيلة من الأطفال . ومن الضروري العناية بهم وعلاجهم .
ويُعرَّف هذا السلوك بأنَّهُ حركات جسمانية تفوق الحد الطبيعي المعقول . ؛ فهو سلوك اندفاعي مفرط وغير ملائم للموقف، وليس له هدف مباشر , وينمو بشكلٍ غير ملائم لعمر الطفل، ويؤثر سلبياً على سلوكه وتحصيله، ويزداد عند الذكور أكثر منه عند الإناث.
وكثيراً ما يؤدّي النضج والعلاج إلى التناقص في النشاط خلال سنوات المراهقة , إلا أنَّ اضطراب النشاط الحركي الزائد، وضعف القدرة على التركيز قد يستمر خلال سنوات الرشد عند بعض الأفراد ، والذين يمكن تقديم العلاج إليهم أيضاً .


وإليكَ أيّها القارئ العزيز أهم الأعراض الظاهرة على الطفل ذي النشاط الحركي الزائد :
- الشرود الذهني، وضعف التركيز على الأشياء التي تهمّه.
- عدواني في حركاته , وسريع الانفعال ومتهوّر , ومندفع من دون هدفٍ محدد .
- سرعة التحويل من نشاط إلى نشاط آخر . وكأنه محرك يعمل دون توقف .
- لا يستطيع أن يبقى ساكناً حيث يحرك يديه وقدميه , ويضايق تلاميذ الصف .
- الشعور بالإحباط لأتفه الأسباب مع تدنّي مستوى الثقة بالنفس .

أما أسباب نشاطه الحركي الزائد فهي :

( أ) العوامل البيولوجية :
إنَّ للوراثة دوراً كبيراً في حدوث مثل هذا الاضطراب؛ إذ بوصفها عاملاً أساسياً لحدوثه ، وهناك سبب آخر هو نقص بعض الموصلات الكيميائية العصبية بالمخ؛ ممّا يتسبب في اضطراب النشاط الحركي الزائد . علماً أنَّ هذا النقص يتلاشى بالعلاج الدوائي .ِ
كما أنَّ نقص نضج المخ نفسه يؤدّي إلى انخفاض في النشاط المخّي ولاسيما في النصفين الكرويين بالمخ .وقد يكون من المسبّبات البيولوجية حدوث تلف بالمخ؛ نتيجة تعرّض الأم لموادٍ ضارّة أثناء الحمل مثل: التدخين أو تعاطي بعض الأدوية , وأحياناً نتيجةً للولادة قبل الأوان أو لعسر الولادة , ممّا ينتج عنه التلف لبعض خلايا المخ بسبب نقص الأوكسجين .


(ب) العوامل الاجتماعية والنفسية :
وهى تشمل : عدم استقرار الأسرة , إذ تتعرّض بعض الأسر لاضطرابات اجتماعية ونفسية واقتصادية قد تخل بالعلاقات بين أفرادها ، وتؤثّر عليها، ويكون الأطفال أكثر عرضة لنتائج هذا الاضطراب ، وسوء الظروف البيئية : مثل التلوث بالسموم والمعادن كالرصاص المؤدّي لزيادة الحركة عند الأطفال, أو انتقال الطفل إلى بيئةٍ جديدة كبيئة المدرسة من دون تمهيدٍ وتهيئة نفسية؛ ممّا قد يسبب إضراب نقص الانتباه لذلك الطفل .
ويعرَّف سلوك نقص الانتباه وضعف التركيز على انَّهُ ضعف قدرة الطفل على التركيز في شيءٍ محدد خاصّةً أثناء عملية التعليم .
وقد يأتي هذا الاضطراب منفرداً , وقد يُصحب بالنشاط الحركي الزائد والاندفاعية غير الموجّهة , وتكون له مظاهر منها : القلق، والاضطراب، والتوتر، والانطوائية، والخجل والانسحابية , والابتعاد عن مواجهة الآخرين، وقصر مدَّة الانتباه أثناء المهام المدرسية، أو أثناء القيام بأي نشاطٍ يحتاج إلى انتباه , وصعوبة متابعة التوجيهات والإرشادات الموجّهة إليه، وكأنّهُ لا يستمع إلى المتحدّث .

أمّا علاجه فسيكون بمقالٍ آخر يتبعه بعنوان (علاج النشاط)

المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
بكالوريوس علم النفس التربوي. كلية التربية جامعة الموصل عام 1990.
ماجستير علم نفس الخواص. الجامعة المستنصرية. 2007
دكتوراه في علم النفس التربوي. كلية التربية. جامعة بغداد 2014.
تدريسي مواد علم النفس المختلفة في معهد إعداد المعلمين / كربلاء لأكثر من 24 عاماً.
حالياً تدريسي مادة علم النفس التربوي في معهد الفنون الجميلة / كربلاء المقدسة.
طالب العلم بين الجهال كالحي بين الأموات.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق