يتطلّب علاج الأطفال المصابين بهذا الاضطراب التعاون بين كل من الطبيب والوالدين والمعلّم والأخصائي النفسي , وذلك من خلال الوسائل العلاجية الآتية :
أوّلاً : العلاج الطبي (الدوائي ) :
يتم هذا النوع من العلاج في العيادة الطبية؛ إذ يُفحص الطفل من قبل
طبيب الأطفال أوّلا، للتأكّد من سلامته السمعية وخلوّه من الأمراض
المعدية أو غيرها ، ومن ثمّ يُحال إلى الطبيب النفسي أو طبيب
الأمراض العصبية ، وهو بدوره يحصل على أكبر قدر ممكن من المعلومات
من طريق الوالدين والمعلّمين والمرشد التربوي، ومن كلِّ من له علاقة
مباشرة في التعامل مع الطفل . وبعد التشخيص يمكن أن يوصف له عقار
مناسب، ولا يستخدم إلّا تحت إشراف الطبيب المختص .
ثانياً : العلاج السلوكي : ويشمل :
(أ) التعزيز الإيجابي :
لا شكّ في أنَّ تقديم المعززات المادية والمعنوية للطفل على سلوكه
الإيجابي يُعدُّ علاجاً سلوكياً مثاله المعززات الرمزية نحو: النجوم
حال وقع السلوك المرغوب , ومن ثمّ يتم استبدال هذه المعززات الرمزية
بمعززاتٍ عينية مثل النقود والهدايا .
(ب) العلاج السلوكي المعرفي
:
يسعى هذا النوع من العلاج إلى التعامل مع خلل سلوكي محدد مثل
الاندفاعية , أو خلل معرفي مثل التشتت الذهني ( نقص الانتباه ) ،
فيتم تدريب الطفل على تخطّي هذه المشكلات. إنَّ من أهم المشكلات
التي تواجه الطفل المصاب بهذا الاضطراب هو نقص القدرة على السيطرة
على المثيرات الخارجية , لذلك يحتاج هذا الطفل إلى برنامجٍ متكامل
على وفق الآتي:
المرحلة الأوّلى : تتضمّن تأمين بيئة اجتماعية
وتهيئتها ، بحيث تكون مثيراتها الخارجية قليلة , ولا سيما خلال
الجلسة التعليمية ، أو أداء الواجبات المنزلية.
المرحلة الثانية : تطبيق أساليب العلاج السلوكي و
فنياته مثل التعزيز الإيجابي والسلبي والعزل , إذ إنَّ هذا الطفل
يحتاج إلى معزّزات خارجية أكثر من غيره من الأطفال .
المرحلة الثالثة : تدريب الطفل على عملية الضبط
والتنظيم الذاتي لسلوكه , إذ إنَّ هناك مجموعة من الفنيات العلاجية
لسلوك الطفل غير المرغوب فيه داخل الأسرة أو في المدرسة , ولكن
بتظافر جهود الجميع يصبح العلاج فعّالاً .
ثالثاً : التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي : تشمل هذه الوسيلة العلاجية على ما يلي :
- عدم الحكم على الطفل بأنَّهُ مصاب باضطراب نشاط حركي زائد، إلّا
بعد ملاحظته ومراقبته (مدّة لا تقل عن ستة أشهر)؛ للتأكّد من وجود
التشتت والعدوانية والسلوك المندفع المصحوب بنشاطٍ مفرط (غير عادي)
يمارسه الطفل .
- توجيه و إرشاد الوالدين إلى كيفية التعامل داخل المنزل مع الطفل
المضطرب , من خلال التعريف بهذا الاضطراب، وطرائق التعامل مع سلوكه،
وأهمية تطبيق تعليمات الطبيب المختص ، وتوظيف الألعاب المناسبة في
ذلك .
- توجيه وإرشاد المعلمين إلى كيفية التعامل مع الطفل داخل المدرسة
.
- الأخذ في الاعتبار أنَّهُ قد يصاب بعض الأطفال بتشتت وضعف التركيز
من دون النشاط الحركي الزائد لأسباب متعددة .
- يجب على الآباء مراجعة الطبيب المختص ، وعلى المرشدين تحويل الطفل
إلى وحدة الخدمات الإرشادية في حال الشك بأنَّهُ يعاني من هذا
الاضطراب بعد الملاحظة للوقت الكافي .
- عدم استثارة الطفل المضطرب حتى لا تزيد عدوانيته , إذ إنَّ
العدوانية هي السلوك الغالب عليه .
- إبعاد الأشياء الثمينة والخطرة والقابلة للكسر عن الطفل .
- يحتاج هذا الطفل إلى علاقةٍ حميمة للتأثير فيه , وتوجيه سلوكه ,
مع التعزيز اللفظي والمادي بالثناء والمديح وتقديم المكافأة المادية
له، عندما يقوم بنشاطٍ مقبول وهادف , ( وهذا يناسب الأطفال الأصغر
سناً ).
- يحتاج هذا الطفل إلى الضبط لتعديل مواقفه من دون اللجوء إلى العنف
أو الاستهزاء, ويمكن إجراء العقد السلوكي, حيث يتم الاتفاق مع الفرد
المضطرب ووالده أو معلمه على تقديم مكافآت في مقابل التقليل من
النشاط الزائد ( وهذا يناسب الأطفال الأكبر سناً والمراهقين ).
- يحتاج الطفل المضطرب إلى تدريبٍ تدريجي ومستمر للجلوس على الكرسي
من دون حركة مفرطة أطول مدّة ممكنة .
- تقسيم المهارات المطلوبة والواجبات إلى وحدات أصغر لإنجازها على
وفق جدولٍ منظّم .
- تذكير الطفل بالعودة إلى عمله الذى يقوم به في المدرسة ، أو في
المنزل مع أهمية تطبيق نظام ثابت من المتوقع أن يستطيع الطفل تطبيقه
بدقّة , مع ضرورة التعزيز الفوري , وأن ينفذ على وفق خطواتٍ سهلة
وواضحة وقليلة .
- مراعاة أنَّ اللعب مع شخص أو شخصين أفضل من اللعب مع مجموعة .
- توجيه الطفل إلى الألعاب الهادئة والمفيدة بشكلٍ عام .
- إنَّ هذا الاضطراب يؤثر على مستوى التحصيل الدراسي للطفل . ولكن
بتظافر الجهود بين المدرسة والمنزل يمكن الأخذ بيد الطفل إلى برّ
الأمان بأذن الله سبحانه وتعالى .
مجموعة العميد التعليمية