المقالات
نصائح وإرشادات في التعامل مع الطفل المدلّل
2019/07/13 761
عد أن تعرّضنا سلفاً إلى موضوع الدلال الزائد لدى الأطفال، والعلامات التي تدل على دلاله، لذا سنتعرّض في الجزء الثالث إلى بعض الإرشادات والنصائح لأولياء الأمور، التي يمكن من خلالها التخفيف من حالة الدلال الموجود لدى أطفالنا ، نذكر منها الآتي:
1 ـ دعوا الطفل يستمتع بحبّكم وعطفكم وحنانكم، ولكن من دون أن يكون هناك مبالغة، ومن دون أن يكون هذا الأمر مستمرّاً ؛ لأنَّهُ سيفقد أهميته، بل اجعلوه من النوع السهل الممتنع.
2ـ مهما كنتم تحبون أطفالكم لا يجب أن تمرروا لهم أفعالهم وأقوالهم السيئة، بل يجب أن يعلم الطفل أنَّهُ مهما كان محبوباً؛ فإنَّ للأسرة خطوط حمراء لا يحق له تجاوزها
3ـ إن شعرتم إنَّ الطفل بدأ يُظهر ملامح الدلال المفرطة، فعليكم تعديل سلوكه قليلا وإدخال عنصر العقاب المخفف على ذنوبه؛ لكبح جماح الدلال لديه، على أن يكون العقاب غير مؤذي لا جسديا ولا معنويا
4ـ لا تقدّما للطفل كل شيءٍ ، و بالوقت نفسه لا تحرموه من كل شيءٍ، بل قدّموا له القدر المناسب والملبّي لحاجاته، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تلبية طلب من طلباته يومياً، ووضع مبرر مناسب له يشعره أنَّه ليس كل ما سيرغب به سيناله من الآخرين
5ـ عند إصراره على أن ينال أمر ما أو شيئا ما تحدّثوا معه بحزمٍ وأخبروه بلغةٍ يفهمها؛ إنَّ الإنسان لا يمكنه أن يمتلك كل شيءٍ، وعندما يريد أي شيءٍ عليه أن يبذل جهدا ليناله، ولا يجب أن يعتمد على الآخرين ( وهنا نستثمر هذه النقطة ونطبّقها عمليا؛ مثلا إن قال لنا الطفل أريد أن أحصل على لعبةٍ جديدة نقول له هذا جيد وما هي خططك لتنالها، هو سيستغرب وكل ما يدركه أنَّه سينالها منكم، في هذه اللحظة اطرحوا عليه فكرة ليحصل على اللعبة، كأن تخبروه أن يقتطع قسما من مصروفه اليومي ليجمع ثمنها وهكذا
6ـ قد يلجأ الطفل إلى البكاء والصراخ وافتعال المشكلات ليحصل على أمرٍ ما، وهنا إن تجاوبنا معه فنحن نشعره إنَّ سلاح البكاء فعّال جدا وسيطبقه مرارا وسيظهر دلالا كبيرا وعدم الرضا، ولكن إن تجاهلنا أمره بعد أن أوضحنا له الأمر سيقتنع أخيرا بعدم جدوى هذه الطريقة
7ـ عليكم دراسة المصروف اليومي للطفل، فلا يجب أن يقل عن حاجاته ولا يجب أن يكون مرتفعا، بل مصروفا مناسبا له مع القيام بتغييرات عديدة بين الحين والآخر؛ لتغيير نسبة المصروف لمنع الطفل من التعوّد على حدٍ معين، وعند عدم حصوله عليه يتّبع سلوكا صعبا؛ مثلا اليوم نخبر الطفل أنَّ المبلغ المتوفّر هو هذا وهو أقل مما كان يأخذه لذلك عليه الاكتفاء به وهكذا
8ــ راجعوا أسلوب تربيتكم، والكلام موجّه للأب والأم فربما الأم لا تدلل الطفل ولكن الأب يفعل، وهنا لا ينفع العلاج، بل يجب أن يكون هناك تعاون بين الأب والأم حتّى يتمكّنوا من بلوغ الحل
9ــ مراقبة تصرّفات بقية أفراد الأسرة؛ فربما بينهم أفراد أيضا تدلل هذا الطفل
10ــ امنحوا الطفل المدلل الحب والحنان، فهذا لا يرفع دلاله بصورةٍ مباشرة، ولكن تلبية أوامره وطلباته هي من يغذّي دلاله
11ـ راقبوا تعامله مع أقرانه، ولا تسمحوا له بالطغيان عليهم .
وختاماً نود القول إنَّ السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل تمثّل الدعامات الأساسية في بناء شخصيته مستقبلاً ، كما أنَّ لأساليب المعاملة الوالدية الدور الرئيس في صقل هذه الشخصية وتوجيهها الوجهة الصحيحة ، لذا علينا التعامل بحذرٍ مع أبناءنا في تلك المدّة للوصول بهم إلى بر الأمان وأنَّ ما ذكرناه في النصائح السباقة من توجيهات وإرشادات كفيلةً بتحقيق هذا الهدف ومن الل... التوفيق .
المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
• اكملت الدراسة الابتدائية والثانوية في المدارس التابعة لمديرية تربية ديالى.
• حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم التربوية والنفسية من جامعة كربلاء عام 2011.
• اكملت دراسة الماجستير في نفس الجامعة في تخصص علم النفس التربوي عام 2013ومن ثم الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة بابل عام 2021.
• السيرة المهنية: تشرفت بالعمل في قسم التربية والتعليم العالي التابع للعتبة العباسية المقدسة منذ عام 2014 بصفة مشرف تربوي على الملاكات التعليمية العاملة في مجموعة العميد التعليمية.
• شاركت في تنفيذ العشرات من الورش التدريبية والمحاضرات التطويرية للعديد من الملاكات التربوية (معلمين، مدرسين، مرشدين تربويين، اساتذة جامعات، ...الخ).
• مصمم ومعد للعديد من البرامج التربوية وبعدة مجالات (دينية، إرشادية، سلوكية، قيمية).
• المساهمة في تأليف كتاب (دليل المرشد لرعاية السلوك، سلسلة النفس تربوية).
إنّ أشرف عمل في العالم هو تربية الطفل، وتزويد المجتمع بإنسان حقيقيّ.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق