المقالات
االدلال الزائد لدى الأطفال
2018/09/02 282
من الرغبات الأساسية لدى جميع الآباء والأمهات، هي العمل على توفير الحياة الرغيدة والهنيئة لأطفالهم ، وأن لا يحرمهم من أي شيءٍ ، وأن يقدّم إليهم كل ما يحتاجونه ...الخ ، هذا كلامٌ جميل ولكن يحتاج إلى الدراسة والتمحيص؛ لكي نحسن تطبيقه، فلا نحرم الطفل من هذه الأمور من جهةٍ ، ولا نجعل هذه الأمور سلاحاً فتاك يقضي على سلوك الطفل وتربيته من جهةٍ ثانية .
فقد يندفع الأب أو الأم لتلبية رغبات طفلهم وكل ما يطلبه يُقدّم له ولا يعاقب على فعلٍ أو كلمة تصدر منه ، يعني باختصار يدللونه دلالاً كبيراً، ولكن على الأهل أن يدركوا أنَّ اندفاعهم الكبير خلف دلال الطفل سيورثهم الكثير من الأمور السيئة، التي أورد بعضها على سبيل العرض لا الحصر:
1ــ تأثر السلوك التربوي للطفل واكتسابه عادات وسلوكيات غير مفيدة .
2ـ تعوّد الطفل على أن يحصل على كل شيءٍ، وقد يأتي وقتٌ لا تتمكن الأسرة من تلبية طلباته وبالتالي سيكون هناك جو أسري مضطرب .
3ـ الطفل المدلل مُحتمل أن يكون مستقبلاً طفلاً اتكالياً لا يعتمد على نفسه بأي شيءٍ، إضافةً إلى ضعفٍ واضح في شخصيته.
4ـ دلال الطفل سيسبب للأهل الكثير من الإحراج أمام الآخرين، ولاسيما أثناء مرافقته إليهم في زياراتهم الخارجية.
5ـ قد يصبح الطفل عصبياً وحاد الطباع ولا يستجيب مطلقا للتنبيهات والأوامر من قبل الأهل .
6ـ الطفل المدلل سيرتكب الكثير من الأخطاء في أفعاله وأقواله من دون أن يفكر بنتيجة ذلك وإمكانية معاقبته؛ لأنَّهُ يدرك أنَّه طفل مدلل ولا يعرف العقاب، بل يُسامح على كلِّ أفعاله.
وتأسيساً على ما سبق نقول إنَّ السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل تمثل الدعامة الأساس في بناء شخصية أطفالنا مستقبلاً ، لذا لابدّ من الحذر في التعامل معهم في تلك السنوات ، ومراعاة التوازن أو الاعتدال ما بين تنفيذ بعض رغباتهم وحاجاتهم وحرمانهم من بعضها الآخر ، فلا إسراف ولا تسريف فكلا الأمرين غير صحيحين ، وسنورد في الجزء الثاني بعض العلامات التي تدل على أنّنا نربي طفلاً مدللاً .
المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
• اكملت الدراسة الابتدائية والثانوية في المدارس التابعة لمديرية تربية ديالى.
• حاصل على شهادة البكالوريوس في العلوم التربوية والنفسية من جامعة كربلاء عام 2011.
• اكملت دراسة الماجستير في نفس الجامعة في تخصص علم النفس التربوي عام 2013ومن ثم الدكتوراه في نفس التخصص من جامعة بابل عام 2021.
• السيرة المهنية: تشرفت بالعمل في قسم التربية والتعليم العالي التابع للعتبة العباسية المقدسة منذ عام 2014 بصفة مشرف تربوي على الملاكات التعليمية العاملة في مجموعة العميد التعليمية.
• شاركت في تنفيذ العشرات من الورش التدريبية والمحاضرات التطويرية للعديد من الملاكات التربوية (معلمين، مدرسين، مرشدين تربويين، اساتذة جامعات، ...الخ).
• مصمم ومعد للعديد من البرامج التربوية وبعدة مجالات (دينية، إرشادية، سلوكية، قيمية).
• المساهمة في تأليف كتاب (دليل المرشد لرعاية السلوك، سلسلة النفس تربوية).
عليكم أن تنتبهوا إلى أنّ المرحلة المدرسيّة أهمّ من المرحلة الجامعيّة، وذلك لأنّ التكامل العقليّ للناشئة يتمّ في هذه المرحلة.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق