من الأمور البديهية أنّ نجاح أي عملٍ يعتمد تعاون كل الأطراف المشتركة بالعمل
فنجاح العملية التربوية يعتمد عواملاً ثلاث هي :
المعلّم ، والمنهج ، والطالب وأُسرته
فالمعلّم يوفر الطريقة التدريسية الملائمة لتحويل المنهج الدراسي الجامد إلى سلوكٍ يستطيع الطالب من خلاله التوصّل إلى حلول للمشكلات التي تواجهه في الحياة الواقعية ، إذ إنَّ تعلّم الطالب القراءة والكتابة وقواعد اللغة العربية ، يجعله متمكناً من التحدّث بطلاقة وإيصال أفكاره للآخرين ، كذلك تعلّمه مادة الرياضيات يجعله متمكناً من معالجة المعاملات الحسابية في البيع والشراء، وهكذا مع بقية المواد الدراسية الأخرى،
فضلاً عن أنَّ عملية التعلّم هذه لا تنجح إذا لم يبادر التلميذ أو الطالب نفسهُ للقيام بالنشاطات والممارسات العملية ؛ أي تطبيق ما تعلّمه في الصف المدرسي ولأكثر من مرّةٍ ؛ لكي تُثبّت المعلومات في ذهن التلميذ ، وهنا يأتي دور العائلة في إسناد ومساعدة التلميذ من خلال سؤاله يومياً ، حينما يأتي من المدرسة و يأخذ قسطاً من الراحة ( ماذا درستم في القراءة و الرياضيات وباقي الدروس) ؛
إذ ليس من الممكن أن نصدّقه عندما يقول : لم نأخذ شيئا ، هذا
الاهتمام من الأم والأب يدفع التلميذ ويشجعه على أداء واجباته
المدرسية ،عندها يكون متمكناً من المادة الدراسية وهذا التمكّن ربما
يجعله متفوّقا، والتفوّق يعني حصوله على المكافآت المادية والمعنوية
، وهكذا فالتفوّق يؤدّي إلى تفوّق، فتتكون بعد ذلك عادات دراسية لدى
التلميذ ، يكون هاجسه الوحيد فيها التفوّق على أقرانه
لذلك فإنَّ نجاح أبناءنا يعتمد تعاون البيت مع المدرسة ؛ فواجب
المعلّم تفسير المنهج الدراسي للتلميذ ،وفسح المجال أمامه لكي يجرّب
بنفسه، ويكتسب معلومات ذلك المنهج الدراسي ، وهنا يأتي دور العائلة
في متابعة أبنائهم لإكمال التدريبات التي تُعطى إليهم كواجبات
مدرسية من أجل تثبيت المعلومات في أذهانهم
إنَّ المشكلة التي تعاني منها بعض المدارس ؛ هو اعتقاد بعض أولياء
أمور تلاميذها إنَّ التعليم والتدريس هو من واجب المدرسة فقط ؛ إذ
سمعتُ ذات يوم محاورة دارت بين شخصين أحدهما قال للآخر : لقد أتعبني
ولدي ، رسب في الصف الخامس الابتدائي سنتين بسبب المعلّمين كونهم
كذا وكذا ، وأخذ يُكيل الاتهامات للمعلّمين والمعلّمات ، فسأله
زميله ، هل جلست يوماً مع ابنك وسألته ، ماذا أخذتم في القراءة
والرياضيات والعلوم وغيرها ؟ فقال الأوّل هذا ليس من واجبي ؛
وإنَّما هو من واجب المدرسة
هذه المحاورة حقيقة شجّعتني على القيام بدراسةٍ ضمن حدود إمكانياتي
لمعرفة دور العائلة في رفع مستوى التحصيل لابنائهم
إذ اعتمدتُ في اختيار العينة على بعض أولياء أمور الطلبة ممن يأتون إلى المدرسة لمتابعة أبنائهم ؛ إذ اخترت (50) شخص من هؤلاء الآباء، و (50) طالبا من الصف الأوّل والثاني والثالث وكلّهم من المتفوقين ، فأصبح عدد أفراد العينة (100) فرد ، وجّهت إليهم أسئلة ، فكانت أهم النتائج التي توصّلت إليها الدراسة، هي : إنَّ (85%) من أفراد العينة أكدوا بأنّهم يتابعون أبنائهم ويقومون بتدريسهم ، على حين كانت الـ ( 15% ) الأخرى تمثّل الطلبة الذين اعتمدوا على أنفسهم في تفوقهم ؛ لذلك فالتعاون بين البيت والمدرسة عامل مهم ومؤثر في رفع مستوى أبنائنا الطلبة.
مجموعة العميد التعليمية