المقالات
أسئلة التحضير القبلية(المسبقة) وكيفية استعمالها في التدريس الفعّال
2018/02/24 1641

تجري العملية التعليمية في بعض المؤسسات التربوية على نحوٍ غير منظّم، إذ يقوم البعض بعملية التدريس بشكلٍ عرضي من دون تخطيط واضح يسيرون عليه فهم يتّبعون ما يرونه مناسباً معتمدين الحدس أو مقلّدين في تدريسهم نماذج تعليمية قديمة، ويعود السبب في ذلك لافتقار هؤلاء المدرسيين إلى الإلمام بماهية التعليم ونظرياته وعدم تأهيلهم التأهيل التربوي الكافي إضافة إلى طرائق التدريس السائدة في أغلب مدارسنا مسـتندة على الحفظ والتلقين والاستظهار من دون المشاركة الفعلية للطلبة في الموقف التعليمي؛ الذي يفتح باباً واسعاً للاعتماد على أنفسهم في اكتساب المعرفة، وأنَّ الاتجاهات التربوية الحديثة تؤكد على جعل الطالب فعّالاً في العملية التعليمية، وقد أوضحت العديد من البحوث والدراسات التي أجريت حديثاً أنّ هناك استراتيجيات لمبادئ وأساليب تهيئة الطلبة وتحفيزهم وإثارة دافعيتهم للدراسة والتعليم تسبق استراتيجيات تدريس الموضوع أو المادة الدراسية، وتعمل على تسهيل عملية التعلّم وتوضيحها عبر دورها التمهيدي؛ لأنّها تزوّد الطلبة بفكرةٍ عامّة، مع تهيئتهم نفسياً لِما سيُدرَّس لهم في الصف، ومن بين طرائق واستراتيجيات التدريس هذه تحضير الطلبة المسبق للدرس، إذ من المعروف أنّ المدرسين يعنون بتكليف الطلبة بتحضير المادة مسبقاً قبل أن يقدّمها المُدرِس إليهم، إذ يوصف التحضير بأنه جزء من عملية الاستعداد والتهيؤ للدرس، وهناك من يرى أن التحضير يتوقف عليه نجاح التدريس لدرجةٍ كبيرة، ويتوقف عليه أيضا تقدّم الطلبة في تعلّمهم لأساليب الدرس والمطالعة، وتقدّم أسئلة التحضير القبلية(المسبقة) إلى الطلبة في نهاية الدرس كواجب بيتي للدرس الجديد ليجيبوا عنها في الدرس القادم, ممّا يفسح المجال أمام الطلبة، ليبحثوا بأنفسهم في تفصيلات المادة التي يحتويها الموضوع المراد تحضيره ليعملوا على حلّها بأنفسهم في ضوء معرفة ماهو مطلوب منهم بدقّةٍ ووضوح في الدرس القادم بعيدا عن التشويش والإرباك ثم يقوم المدرّس بجمعها قبل بدء الدرس الجديد ليقوم بتصحيحها لاحقاً وإعادتها إلى الطلبة في بداية الدرس القادم.

وتؤكد الاتجاهات التربوية الحديثة على التفاعل الصفي بين المعلّم والمتعلّم وتعده معياراَ مهماً من معايير الحكم على جودة التعليم وفعّاليته، وفاعلية المعلّم وطريقة التدريس تُعد من أهم الوسائل التي يعتمدها المعلّم لأحداث هذا التفاعل، والأسئلة الصفية تُعد عماد كل طريقة من طرائق التدريس، وشيء أساسي في التفاعل الصفي بين المعلّم والمتعلّم داخل غرفة الصف، لذا فإنّ صياغة الأسئلة وتوجيهها تُعد من المهارات الأساسية التي ينبغي للمعلّم أن يتّقنها ويبدع فيها، ومعلوم أنّ جوهر الطرائق والأساليب التدريسية، يكمن في مستوى الأسئلة وطبيعتها ولاسيما التي تُثار في أثناء الدرس، فالأسئلة إحدى أدوات التواصل والتفاعل الصفي ولا يمكن الاستغناء عنها في أي مجالٍ من مجالات التدريس، وأغلب المدرّسون لا يجيدون استعمالها؛ إذ غالباً ما تُطرح الأسئلة بطريقةٍ عفوية ومن دون تخطيط مسبق ممّا يعيق تحقيق الأهداف المرسومة وتسود النمطية في أسئلة المدرسين؛ إذ يركزوا على تلك التي لها إجابة مباشرة من الكتاب المدرسي ولا تشجّع المتعلّمين على التعمّق في التفكير ولا تؤدي إلى ربط الأفكار بعضها بالبعض الأخر بغية الوصول إلى استنتاجات لِما يتعلّموه، كذلك ضعف مشاركة المتعلّمين الفاعلة في الدرس، لذا تُعد الأسئلة الصفية ركناً أساسياً من أركان التفاعل بين المعلّم والمتعلّم تهدف إلى تبسيط المعلومات والأفكار ومساعدة المتعلمين على استيعابها، وهي جزء أساسي من الخطّة وعلى المدرّس معالجتها بالقدر الكافي ويخصص الوقت المناسب لها في خطّة الدرس ولا تُترك لعوامل الصدفة؛ لأنّها تساعد على ترسيخ المعلومات في الذهن، وتُعوّد الطلبة على العمل الحقيقي والمنتظم والتفكير المتواصل والمستقل.

فوائد ومميزات أسئلة التحضير القبلية (المسبقة):


1- إنَّ عرض الأسئلة القبلية يُعد عاملاً مهماً لتكرار المادة على النحو الذي يعزّز الفهم الجيد لها.
2- تحث الطلاب على قراءة المادة والتهيؤ للإجابة عليها.
3- تساعد المدرّس على نحوٍ كبير في إعداد الدرس والتخطيط له وتحديد وقته.
4- تساهم أسئلة التحضير القبلية في زيادة تفكير الطلبة وشدّ انتباههم للوصول إلى الحقيقة.
5- تزويد الطلبة بالتغذية الراجعة الفورية فهي تبيّن مدى فهمهم لِما يدرسونه في الصف.
6- تدريب الطلبة على الجرأة في القول واحترام أراء زملائهم الآخرين.

الأسس المعتمدة في صياغة أسئلة التحضير القبلية(المسبقة):
1- سهولة اللغة ووضوح المعنى.
2- أن يكون ذا علاقة بالمحتوى.
3- أن يثير السؤال تفكير الطلبة.
4- أن يثير الدافعية والتشجيع ويدفع الملل.
5- أن يناسب السؤال مستوى عقول الطلبة.
6- أن يكون السؤال واضحاً ويضم فكرةً واحدةً.

المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
بكالوريوس قسم التاريخ. كلية التربية جامعة كربلاء عام ٢٠٠٣.
ماجستير طرائق تدريس العلوم الاجتماعية. جامعة كربلاء. ٢٠١٠
دكتوراه فلسفة في التربية و علم النفس -طرائق تدريس التاريخ. كلية التربية ابن رشد. جامعة بغداد 2014.
تدريسي في جامعة كربلاء كلية العلوم السياحية سابقا.
حالياً مدير قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي جامعة العميد
ومدير قسم الإعلام والعلاقات العامة وكالة/ جامعة العميد
انهلوا من بحور العلم ما استطعتم، فهي طريقكم نحو التفوق والنجاح.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق