الضمير هو منظومة التعاليم الدينية والقيم
الأخلاقية والمعايير الاجتماعية ومبادئ السلوك السوي ، ويتضمّن نمو
الضمير الشعور بالإحساس بما هو حسن أو خير أو حلال ، وما هو سيء أو
شـر أو حرام من السلوك ، والضمير يوجّه السلوك ليجعله مقبولاً عند
الفرد , و ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه
تُبنى أساسيات الضمير خلال مرحلة الطفولة المبكرة (2 ــ6) سنوات،
وهذه المرحلة تُعد من أخصب مراحل النمو وأكثرها تأثيراً في بناء
شخصية الطفل المستقبلية ؛ كون الطفل خلال هذه المدة أشبه بالصفحة
البيضاء القابلة لكلّ نقش ، فالأطفال خلال هذه الفترة الزمنية من
العمر لهم القابلية على التعلم والتقليد والمحاكاة أكثر من أي وقت
أخر استيعاب كل شيء ، وهم يقلّدون الأفعال ولا يطبقون الأقوال ،
وهنا يأتي دور الأسرة وأهمية الوالدين وسلوكهما كقدوة في خلق الضمير
لدى الطفل من خلال استدخال عوامل الضبط الخارجية للسلوك ، والمتمثلة
بالنموذج القدوة واستخدام وسائل التعزيز الإيجابي (كالمديح والاطراء
والمكافآت)مع السلوك الجيد القويم ، ونقلها إلى عناصر الضبط الداخلي
للسلوك التي يحتويها الضمير فالضمير الحي القوي هو الذي يجعل الطفل
لا يغش في الامتحان حتّى إذا اتيحت لـه الفرصة وهو الذي يجعل
المراهق ــ رغم نداء الغريزة الجنسية ــ لا ينتهك ما حرّم اللـ من
أعراض الناس
إنّ استخدام العاطفة والثواب في ضبط سلوك الطفل وتوجيهه يؤدي إلى
اكتساب السلوك السوي والسيطرة عليه بطريقةٍ أفضل من ضبط سلوك الطفل
ونمو مشاعره بالإثم عندما يقوم بسلوكٍ غير ملائم لذلك علينا كآباء
الانتباه إلى تصرفاتنا أمام أبنائنا ؛ إذ هناك الكثير من السلوكيات
التي قد لا ننتبه إليها ، فأحياناً نطلب من أبنائنا التحلّي بالصدق
وقول الحقيقة ، وعندما يأتي إلينا شخص لا نرغب برؤيته ، نكلّف أحد
أبنائنا بأن يقول لـه أبي غير موجود في البيت ، فالطفل في هذه
الحالة يسأل نفسه لماذا يرشدني أبي إلى قول الصدق على حين هو يكذب !
هل هناك كذب أبيض مقبول وكذب أسود غير مقبول
رأيت في أحد الأيام بائع الخضروات ( الطماطه) يُعلّم ابنه كيف يغش
في وضع (الطماطه) التالفة مع الجيدة في الكيس من دون أن يراه
المشتري ويعْقِد الكيس ،
فسأله الابن لماذا لا نبيع (الطماطة) التالفة بسعرٍ أقل أخبره
الوالد ؛ بابا لاتكن مغفلاً وأخيراً لنا الشرف في تأكيد هذا المعنى
بقول الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) : (رَحِمَ اللهُ والِدين
أعانا وَلدهما على بِرّهِما) ، وقول الإمام الصادق (عليه السلام ):
(إنَّ خَيرَ ما وَرَّث الآبَاءُ لأبنائِهِم الأدَبَ لا المَال ؛
فإنَّ المالَ يَذهَبُ ، والأدَبُ يَبْقَى) .
مجموعة العميد التعليمية