المقالات
كيف تجعل ابنك على وفاقٍ معك؟
2017/01/08 309

حينما تريد أن تأمر ابنك بعمل أو فعل شيء ما , أو أنك تريد أن تنهيه عن جملة الأفعال التي لا تحبّذها فيه , أو أي أمرٍ آخر تريد أن يكون ابنك على غير خلاف معك , وعلى رأيٍ واحد متّفق مع تفكيرك ونهجك ، فما هو السبيل إلى ذلك ؟
وبسؤال كيف تقوم بقيادة ابنك ؟

قبل الإجابة على هذا التساؤل ندع القارئ المحترم يتساءل في نفسه . تُرى كيف يستطيع الإنسان قيادة شخص آخر ؟ بأي طريقة و أي اسلوب ؟
تماماً هكذا تستطيع أن تقوم بقيادة أبنائك أو أي إنسانٍ آخر . ولعلّ الكثيرين يصلون إلى هذه النتيجة وهذا القول الذي نؤكده نحن بأن ليس إلاّ ثمة طريقة واحدة تحمل بها ابنك على أن يُقبِل على عمل ما؛ تلك هي : أن تحبب العمل الذي تقترحه عليه .
نعم، إنّ في وسعك أن تدفع طفلك إلى تنفيذ إرادتك إذا لوّحت له بالسوط أو العصا ! وباستطاعتك أن تجعل موظفاً لديك يعمل ما تأمره به , إلى أن تدير له ظهرك غير أن هذه طرائق ليست من الحكمة في شيء. فالطريقة المُهدية الوحيدة التي تجعل أبناءك يُقبِلون على العمل – أي عملٍ – هي أن تجعل ذلك العمل محبباً إليهم .
فالطفل أو بالأحرى الانسان لا يمكنه أن يقوم بأداء عمل ما باندفاع ذاتي وبفاعلية من دون الإيمان بذلك العمل ، إذ قال أحد علماء التربية " حينما تحبب الشيء الذي تريده من ابنك عندئذ لا بأس عليك من إصدار أوامرك"

ومن هنا فإذا أردت – مثلاً- أن تجعل من ابنك يلتزم الهدوء فإنّ خير وسيلة لذلك أن تُعيّنه في البيت مسؤولاً عن المحافظة على الهدوء . بعد أن تكون قد بيّنت له فوائد الصمت ومضار الفوضى والثرثرة . وأفضل من كل ذلك هو أن تخلق الرغبة في ابنك لكي يَقدم على العمل بما تأمره بكل اندفاع وفاعلية . يقول أب لتسعة أبناء " لم أكن أشكو أي عناء في قيادة أبنائي , لقد كانوا يمتثلون أوامري بمجرد أن تطرف عيني أو تظهر إشارتي , ولكنني كنت أشكو عصيانهم في غيابي على الدوام . وفكرت – ذات يوم - تغيير الطريقة في التعامل , وأصبحت فيما بعد التزم الأسلوب الأفضل , ذلك هو : إنني بدأت أطالع الأحاديث الشريفة , واستطعت أن احصل على مجموعة من الأحاديث التي تبيّن حقوق الآباء , وثواب خدمتهم , وجزاء طاعتهم , مثل الحديث الذي يقول " وأمّا حق أبيك فتعلم أنه أحبك , وأنه لولاه لم تكن . فمهما رأيته في نفسك مما يعجبك فاعلم أن أباك أصل النعمة عليك، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ".ثم بعد ذلك قمت بقراءتها على أبنائي بصورةٍ مفصلّة , مع التأكيد على دور الأب ,والقيمة الكبرى للتعاون معه وإطاعته من أجل الحياة العائلية الأفضل .بعد هذه العملية – التي استمرت اسابيع عديدة – كنت قد وضعت حلاً لمشكلتي السالفة الذكر , ولا أنسى أنني – في طريقتي الجديدة هذه – كنت كلما أردت أن أصدر أمراً لأحد أبنائي , بيّنت له فوائد ذلك العمل , وألقيت في نفسه محبة نحوه .

المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
بكالوريوس علم النفس التربوي. كلية التربية جامعة الموصل عام 1990.
ماجستير علم نفس الخواص. الجامعة المستنصرية. 2007
دكتوراه في علم النفس التربوي. كلية التربية. جامعة بغداد 2014.
تدريسي مواد علم النفس المختلفة في معهد إعداد المعلمين / كربلاء لأكثر من 24 عاماً.
حالياً تدريسي مادة علم النفس التربوي في معهد الفنون الجميلة / كربلاء المقدسة.
الغرق في أنوار العلم أفضل بكثير من الوقوف على شطآن الجهل.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق