يُعدُّ مصطلح التميّز من المصطلحات والمفاهيم التي سادها الالتباس والخلط مع مفاهيم أخرى؛ كالعبقرية والموهبة والتفوّق العقلي والابتكار التي لم تحدد، ويتّفق على تعريفها بشكلٍ محدد من قبل علماء النفس، ويعزى ذلك إلى اختلاف وجهات النظر، وكذلك تعدد المدارس والنظريات التي تفسر هذا المفهوم، إذ أطلق مصطلح الموهوب على الأشخاص ذوي القدرة المتميّزة بدون تحديد نوع هذه الموهبة أو درجة التميّز فيها. ونتيجة لجهود تيرمان في العشرينات ارتبط مفهوم الموهبة بمفهوم الذكاء، إذ تم الاعتماد على درجات اختبارات الذكاء لتحديد الفرد الموهوب، وفي أواخر الخمسينات تحوّل الاهتمام بالموهبة العقلية إلى الابتكار وكان ذلك بفضل (جيلفورد وتورانس) , ثم تطوّر الاهتمام بدراسة الموهبة في المجالات والنشاطات الإنسانية جميعها، ومع تعدد مصطلحات ومفاهيم التميّز تعددت أيضا التعاريف المتعلّقة بهذا المفهوم، فقد أشار بعض علماء النفس إلى أنَّ التميّز عملية عقلية تمر بمراحل متعددة، والبعض الآخر نظر إلى التميّز بأنَّه إنتاج شيء جديد وغير مسبوق، وأشار فريقٌ آخر للتميّز في ضوء سمات الشخصية وخصائص معرفية وانفعالية ينماز بها الفرد عن غيره من الاعتياديين، وفريق آخر يرى أنَّ التميّز مجموعة من القدرات العقلية. ،أمّا أكثر التعاريف التي لاقت قبولا هو تعريف (مارلاند) إذ اعتمد على مجموعة من المعايير في تعريفه التميّز، وجاء في هذا التعريف "أن الطفل المتميّز هو ذلك الفرد الذي يُظهر أداء متميزا مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمي إليها في واحدة أو أكثر من الأبعاد الآتية :
"المقدرة العقلية العالية، والمقدرة الإبداعية العالية، والمقدرة على التحصيل الأكاديمي المرتفع، والمقدرة على القيام بمهارات متميّزة، والمقدرة على المثابرة والالتزام، والدافعية العالية، والمرونة الاستقلالية في التفكير وغيرها من سمات الشخصية ".
ومهما يكن من أمر هذه المصطلحات فهي تعبّر عن مجموعة من الطلبة غير العاديين الذين بدورهم يحتاجون إلى برامجٍ ومناهج تربوية تكون مختلفة في محتوياتها عن غيرها من البرامج، التي تقدّم للطلبة العاديين، وكذلك حاجتهم إلى وسائل وطرائق تدريس تختلف عن الطرائق المتّبعة مع العاديين.
مجموعة العميد التعليمية