المقالات
العنف الاسري ضد الأطفال (الجزء الثاني)
2019/02/15 1325

أسباب العنف الأسري ضد الأطفال
تتعدّد الأسباب تؤدي إلى استعمال العنف ضد الأطفال داخل الأسرة , وتتباين بتباين الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تحيط بالمجتمع , شأنها شأن المشكلات الأخرى التي تواجه مستقبل الأطفال كالتسوّل وعمالة الأطفال ... الخ . ويمكن إجمال أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى العنف الأسري ضد الأطفال على النحو الآتي :

1ـ ضعف الحالة الاقتصادية
يمثل انخفاض المستوى الاقتصادي للأسر عاملاً مهمّا في انتشار العنف الأسري , إذ إنَّ الحاجة إلى المال لتلبية متطلّبات الحياة الأسرية يؤدّي إلى الشعور بالنقص , فيركزون تفكيرهم وعملهم في كيفية الخروج من الحاجة المادية على رغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجههم , الأمر الذي يشعرهم بالإحباط فينفعلون بسرعةٍ ويعنفون أطفالهم ولا سيما عندما يطلبون تلبية احتياجاتهم .
2ـ أسباب اجتماعية
تتمثّل الأسباب الاجتماعية في الخلافات الزوجية والصراع الأسري , والتفكك الأسري , وكبر حجم الأسرة , وتعدّد الزوجات , فضلاً عن النظرة السائدة اتجاه قيم الذكورة التي لا تؤمن بتوازن القوى بين الذكور والإناث
3ـ الأساليب التربوية التقليدية
تقوم التربية التقليدية على العنف كأداةً تربوية وتعليمية , وهذا ما ينهجه بعض الأولياء لاعتقادهم بأنَّ العنف أداة تربوية فاعلة , غير أنَّ التربية الحديثة تركّز على الاقناع بالحجة ومخاطبة عقل الطفل وادراكه وحثّه على التمسّك بسلوكياتٍ معينة من دون جبر أو اكراه.
4ـ انخفاض مستوى التعليم
ينتشر العنف ضد الأطفال بين الآباء منخفضي المستوى التعليمي , فعندما ينخفض المستوى التعليمي والثقافي للفرد؛ فإنَّهُ يلجأ إلى استعمال القوة في معالجة المشاكل.
5 - قصور القوانين والتشريعات
ضعف القوانين والتشريعات الوطنية المعنية بحماية الطفولة تؤدّي بشكلٍ أو بآخر إلى انتشار العنف الأسري ضد الأطفال ؛ لعدم توافر النصوص القانونية التي تدين سلوكياتٍ معينة .



وسائل مواجهة العنف الأسري ضد الأطفال
هناك آليات عديدة يمكن من خلالها أن نواجه العنف الأسري ضد الأطفال نوجزها بالآتي

• زيادة وعي أفراد المجتمع وتعريفهم بخطورة العنف الأسري ضد الأطفال، بالاعتماد على منظّمات المجتمع المدني أو المساجد أو المؤسسات التعليمية أو وسائل الاعلام .

• سن القوانين والتشريعات الخاصّة بحماية الأطفال من جميع أشكال العنف، وكيفية التعامل مع حالات الأطفال المتعرّضين للعنف .

• إنشاء مراكز داخل المؤسسات التعليمية متخصّصة بالإرشاد النفسي، تهتم بحالات الأطفال المتعرّضين للعنف .

• القيام بدوراتٍ توعوية تستهدف أولياء الأمور ؛ لإبراز مخاطر العنف الأسري ضد الأطفال.

إنَّ الاهتمام بمرحلة الطفولة وتفادي العقبات التي تؤثّر فيه سلباً يعزّز مقدرة المجتمع على مواجهة التحدّيات العالمية، التي باتت تتزايد من سنةٍ لأخرى , والحقيقة أنّ التقليل من العنف الأسري ضد الأطفال يتطلّب استراتيجية تشترك فيها مؤسسات المجتمع جميعها كل بحسب مجاله حتّى تحقق الأهداف المنشودة، والتقليل من آثارها ما أمكن .

المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
- بكالوريوس من جامعة كربلاء/ كلية التربية للعلوم الإنسانية/ قسم الجغرافية في عام ٢٠١٠.
- ماجستير من جامعة القادسية/ كلية الآداب/ قسم الجغرافية في عام ٣٠١٣.
- محاضر في جامعة كربلاء للمدة ٢٠١٣-٢٠١٥.
- محاضر في الكلية التربوية المفتوحة/ مركز كربلاء للمدة ٢٠١٤-٢٠١٥.
- عدد البحوث المنشورة: ٤
- أحد الكتاب المشاركين في تأليف موسوعة كربلاء الحضارية/ المحور الجغرافي.
- المؤتمرات الدولية: ١
- المؤتمرات المحلية: ١
- الدورات التدريبية المعتمدة: ٧
- كتب الشكر: ١٠
- محاضر في عشرات الورش والدورات التدريبية.
ليكن همّ كلّ المعلّمين تهذيب أنفسهم، حتى يؤثّر كلامهم في الآخرين.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق