المقالات
الكذب عند الأطفال وعلاجه
2018/05/14 1397

يُعد الكذب آفة من آفات اللسان ورذيلة من رذائل الأفعال، وهو أحد أهم المشكلات السلوكية والى هذا المعنى أشار أمير المؤمنين (ع) بقوله ( إيَّاكُمْ والكَذِبَ فإنَّ كُلَّ رَاجٍ طَالِبٌ وَكُلَّ خَائِفٍ هَارِبٌ ),

وهناك أنواع للكذب ومنها:

1- الكذب التقليدي : يقوم الطفل بتقليد الكبار, وللوالدين خصوصية في ذلك، لأنهم يمثلون القدوة فلابدّ أن تكون تلك قدوة حسنة؛ لكي تدفع الطفل إلى أن يكون صادقاً, وعلاجه التزام الكبار بالصدق في كل الأمور .

2- الكذب الادعائي : يلجأ الطفل إلى تحقيق وتعويض النقص والحرمان من خلال هذا النوع من الكذب فعندما لا يملك لعبة يملكها صديقه تجده يذهب في حديثه بعيداً عن لعبة لديه أكبر وأكثر دقّة وأشد جاذبية , وقد يلجأ إلى هذا النوع لاستدرار العطف عن طريق التمارض . وعلاجه أن يكشف المربي عن الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل ، وأن يوجهها توجيهاً جيداً لتعطي أطيب ثمارها.

3- الكذب الوقائي : ويلجأ إليه الطفل خوفاً من العقاب، إذ يسعى الطفل من خلاله إلى حفظ نفسه ولايجد مفراً إلاّ بالالتجاء إلى الكذب، وكلّما كانت العقوبة الموجّهة من لدن المعلّم أو الوالدين أشد، كان إصرار الطفل أكثر على الكذب، فالطفل غير البارع في الرياضيات قد يخبر والده أنّه حصل على درجةٍ عالية . وعلاجه عدم استخدام الشدّة والقسوة في عقاب الأطفال .

4- الكذب الانتقامي : يظهر هذا النوع من الكذب عندما لا يكون هناك عدل في التعامل مع الأبناء داخل الأسرة، فلا يجد الطفل غير الكذب للانتقام ممن لا يستطيع أن يشفي غليله فيه، فيكسر الأشياء ويقول فلان ويحرق ويقول فلان والسبب هو التميّز في أساليب المعاملة الوالدية والغيرة . وعلاجه أن يحسن الوالدان معاملة الأطفال ولا يفضّلوا بعضهم على بعض وعدم زج الطفل بمواقف تنافسية تؤدّي إلى أن يخسر المغلوب احترام الناس .
5- الكذب الخيالي : إنّ خيال الطفل يتّصف بالمبالغة والغزارة والابتكار وعدم التقيّد بالواقع المحسوس , و الكذب هنا القول الذي باعد الخيال الواسع بينه وبين حقيقة الواقع ويمثل استراتيجية يستخدمها الطفل للحفاظ على احترامه لذاته وينبذها عندما يكتسب القوّة . وعلاجه يقوم على أن نعلم أنَّ هذا ليس إلاّ نوعاً من أنواع اللعب يتسلّى به الأطفال وعند كشف هذه القوة الخيالية الرائعة يحسن توجيهها والاستفادة منها .

6- الكذب الغرضي : يلجأ الطفل إلى هذا النوع من الكذب عندما يكون الأبوان عثرةً تحول دون تحقيق أهدافه وتنفيذ ما يصبو إليه، كأن يطلب من والديه نقود معينة مدعياً أن المعلّم أو إدارة المدرسة طلبت منه ذلك , وغالباً ما يكون الإهمال من لدن افراد الأسرة للطفل الدافع الأساس للكذب، ولايُقصد هنا غير جلب انتباه الآخرين. وعلاجه أن يقوّي الوالدان أو المعلّم الثقة بالنفس لدى الطفل .

7- الكذب الالتباسي : يؤلِف الأطفال الكثير من القصص أثناء حديثهم، فقد يروي قصة تدور حول قتله ذئب مفترس أو كيف حمل بندقية وقتل اللصوص، وهنا تجد نوع من الالتباس بين الحقيقة والخيال . وعلاجه أن يرشد الطفل ويوجّه بالنسبة لمداركه العقلية لا أن يترك ليزول هذا الكذب من تلقاء نفسه .
ونستطيع أن نوجز هنا بعض التوجيهات الخاصّة بالكذب بوصفه من المشكلات السلوكية :
1- يتوجّب على الكبار (المعلّم والوالدين ) التزام الصدق ليكونوا قدوةً حسنةً للأطفال؛ لأنّ الطفل إذا نشأ على تعوّد الكذب فمثل هذا المحيط لايؤدّي إلى غرس قيمة الصدق لديه؛ إذ إنّه يميل لتقليد الكبار، ولا يخفى تأثيرهم الواضح في شخصيته.
2- التأكيد على الصدق ضمن المفاهيم والتعاليم الإسلامية وأحاديث الرسول (ص) وأهل بيته(ع) .
3- عدم دفع الطفل إلى مواقف يضطر فيها للكذب خصوصاً حين ما يخطئ، وأن نوجهه بطريقةٍ إيجابية ( أنا اعرف إنّ ما تقوله غير صحيح , والكذب غير مفيد , دعنا ننظر في الموضوع ). وهي عبارة أفضل من ( أنت كاذب ) لِما لها من تأثير نفسي وتقليل من التقدير .
4- الالتزام بما نوعد الطفل به ولو كان بسيطاً، فالصدق في الفعل ينمي اتجاه الصدق .
5- تفهّم الأسباب المؤدية إلى الكذب مع التأكيد على تلبية حاجات الطفل .وتعزيز الصدق لديه مادياً ومعنوياً.

المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
بكالوريوس آداب علم الاجتماع
ماجستير علم النفس العام
بكالوريوس قانون
عليكم أن تنتبهوا إلى أنّ المرحلة المدرسيّة أهمّ من المرحلة الجامعيّة، وذلك لأنّ التكامل العقليّ للناشئة يتمّ في هذه المرحلة.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق