يُعدُّ الأصدقاءُ من أهم المؤثرين في سلوك المراهق ، لذلك قِيلَ:
"من صاحب المُصلّين صَلّى ومن صاحب المغنّين غنّـى "
إذ يكـون تأثير الأصدقاء أحيـاناً إيجـابيا ؛ مثل إعجـاب الشخص
المراهــق بصديقٍ متفوّقِ في مجال الرياضة ويحاول التشبّه به ،إلاّ
أنَّ أغلبه سلبيا وضار ؛مثلا أن يطلب الصديق مـن المراهق التغيّب
عــن المدرسة معه ،رُبما يطلب منه أن يسرق معه ،وهـذا التأثير يمكن
أن يضع المراهق في دائرة الخطر ،ويحول بينه وبين مستقبلهِ.
وفي أحيانٍ كثيرة يُسهم الوالدان في دفع أبنائهم المراهقين نحو
مجموعة الاصدقاء، بسبب انشغالها عن تربيتهم وسـد حاجاتهم ،أو بكثرة
الصراعات والمشاحنات الزوجية، ممّـا يُشعرهم بعدم الاهتمام الأسرة
بهم وبإنسانيتهم، فيبحثون خارجها عـن ملاذٍ آمن، يجدون فيه أنفسهم
وحاجتهم للانتماء والرعاية والحنان والشعور بالعائلة وعضويتها، التي
افتقدوها في أسرِهم، وينافس الأصدقاء في تأثيرهم على الأبناء، ما
تقوم به الأسرة مــن تربية وتوجيه، وقــد تتفوّق عليها.
وكلّما كان الوقت الذي يقضيه المراهق مع الاصدقاء خارج البيت أطول
من الوقت الذي يقضيه مع الأسرة، كلما كان تأثيرهـم عليه أقوى.
فمـن واجبنا كآباء ومربين توفير كـل مـا يجذب المراهق إلـــى البيت
والأسرة .
إذ وُجّه سؤال إلـى مجموعة مـن المراهقين؛ ما الذي يريده المراهق
مـن المجتمع الذي يعيش فيه؟
وكانت من ضمن الإجابات الآتي ؛
-أريد العاطفة والحب من والديّ ومن المجتمع .
ـ أريد أن أحصل على التشجيع ممّن حولي ،بدلاً من التعنيف المولّد
للإحباط.
ـ أن تُراعوا وتتفهموا التغييرات الجسدية التي تمر بي، وما يترتب
عليها من تغيّرات نفسية.
ـ أن توجّهوا سلوكي لا أن تقودوا حياتي وتُحركونني وكأننـي قطعة
شطرنج، وأشركونـي فــي الرأي والقرار لا أن تأمروني فقط.
ـ أريد أن ينصحني الآخرين لكن بشكلٍ غير مباشر؛ لأنَّي حساس
جداً.
يمثّل تأثير الأصدقاء ضغطاً نفسياً على المراهقين ، ويستطيع
الوالدان التأثير بشكلٍ إيجابي على أبنائهم، من خلال تقديم وسائل
تساعدهم في مقاومة تأثير ضغط الاقران ومنها :
1ــ التحدّث مـع الأبناء قبـل أن يصبحـوا مراهقـين، عــن السلوكيات
غـير المرغوبـة كالتدخــين ،والتغيّب من المدرسة ،والاعتداء على
الآخرين بمساعدة الزملاء ......... الخ، مثل هذه الأمور ينبغي على
الأب التحدّث فيها مع أبنائه الذين لم يبلغوا الحلم؛ لكي يكون هذا
الكلام بمثابة دعم نفسي ،يحول دون هذه التصرّفات ، ويكون الوقت
لإعطاء المعلومات خلال مدّة البلوغ أو قبلها بسنة .
2ــ الاستماع لوجهة نظـر المراهق ؛ الاستماع لهم ليعبّروا عــن وجهة
نظرهم وعـدم إغلاق باب النقاش والحوار أمامهم، كي يلجأ إليهم حينما
يصادفه أمراً ما أو مشكلة قد يتعرّض لها.
3ــ المحافظة علــى علاقة ودّية وثقـة متبادلة ؛ إنَّ مــن الأمور
الطبيعية وجـود فجوة بين الآباء و الأبناء بسبب فرق السن ومستوى
التفكير ،ولكن على الآباء إيجاد وسائل جديدة تقرّب المسافات و تحافظ
على التواصل معهم، مثلاً إيجاد اهتمامات وهوايات مشتركة مثل لعب كرة
القدم أو مشاهدة برامج مشتركة في التلفاز.