المقالات
تشتت الانتباه عند الأطفال .... وكيفية علاجه!!!
2017/01/30 1813

يُعرّف الانتباه : بأنَّه إنتقاءٌ للخبرات أو المثيرات المناسبة، و الاستمرار في التركيز عليها. هذا التعريف يحدد لنا شرطيّن أساسيين لتحقيق الانتباه ، هما : الانتقاء والاستمرار. وعند غياب أحد هذين الشرطين أو كليهما يتسبّب عادة في ظهور مشكلةٍ في الانتباه.
أمّا تشتت الانتباه :فيُعرّف بأنه عجزُ الطفل عن انتقاء المثيرات أو الخبرات الملائمة، والتركيز عليها ، أو عجزه في الاستمرار في التركيز على المثيرات المرتبطة بعملية التعلّم .
ولعلاج مشكلة تشتت الانتباه ،نضع بين يديك عزيزي القارئ بعض الأساليب التربوية ،التي تساعدكَ في التغلّب على هذه المشكلة :
1ــ زرع الثقة بالنفس لدى الطفل؛ ذلك أن نجعل الطفل يشعر بثقته بنفسه ،وهذه الثقة تُزرع من خلال تعامل الوالدين الإيجابي مع الطفل ،مثلاً إذا حصل الطفل على درجةٍ واطئة في التحصيل الدراسي ،على الأبوين عدم مقارنته مع أصدقائه أو ابن عمه أو أخيه ،بأنَّهُ كان أفضل منه، بل أن نقول له إنَّكَ أخفقت كونك لم تحضّر جيدا، وأنا واثق بأنّكَ سوف تحصل على الأفضل لأنكّ ذكيّ جداً. 2ــ خلق جوٍ للدراسة؛ يجب على الطفل أن يعرف مسؤولية الوقت ،فمثلاً عندما يأتي من المدرسة الساعة الثانية والنصف ،يُعطى راحة إلى الساعة الرابعة ،ومن الساعة الرابعة إلى السابعة يُبدأ بالدراسة، وخلال هذه المدّة تُغلق كل وسائل اللهو ،التلفاز والألعاب الألكترونية ،لأنَّهُ إذا شاهد التلفاز وهو يقرأ سوف لا يستطيع التركيز ،إذاً علينا أن نخلق جو للدراسة، هذا أول شيء ،ويجب أن يعرف إنَّ هذا الوقت الذي حددناه هو وقت الدراسة ،وإذا لم يأتي في هذا الوقت سوف يعاقب . العقاب كيف يكون :أحياناً ونتيجة لتصرفات الأطفال تكون لدينا الرغبة في ضربهم ، ولكن هذا العمل يقلل من ثقتهم بأنفسهم، ويقلل من التواصل والتفاعل مع الوالدين، والحالات التي ينبغي معاقبة الطفل فيها هي ؛ عدم الالتزام بأوقات الدراسة ،حُصوله على درجات واطئة ،وعند عدم استماعه للكلام الذي يصبُّ في مصلحته ..الخ ، أمّا العقاب فيكون بالحرمان من ألعاب يحبّها ،كالألعاب الإلكترونية ،أو أماكن يرغب بالذهاب إليها. 3ــ أن نعرف قدرات الطفل؛ إذ تختلف قدرات الأطفال في عمر الخمس سنوات عن الأطفال في عمر العشر سنوات من حيث التحمّل والصبر، فمثلاً الطفل في عمر (6)سنوات يدرس نصف ساعة ،ونعطيه (10) دقائق ونخبره بأنّنا سوف نرى عمله . والطفل في عمر (10) سنوات يدرس ساعة ويُعطى راحة (15) دقيقة ونتابع عمله بعد ذلك، والاستراحة التي تُعطى بعد كل مذاكرةٍ مهمّة جداً؛ كونها تقضي على الملل وتجدد النشاط. 4ــ التسلية والترفيه في الدراسة ؛ هذه الحالة مهمة، إذ ينبغي لنا أن نخلق جو ترفيهي ومُسلّي للدراسة ،مثلاً أن نُعلّق في غرفة الدراسة بعض الصور التي يحبّها ،وأن نطلب منه رسم شيء ونضع له إطار ونعلّقهُ على الحائط.
5ــ إبعاد ضغوطات البيت ؛ المقصود بضغوطات البيت ،كالشجار بين الأم والأب ينبغي أن لا يكون أمام الأطفال، أو حدوث انفصال أو طلاق أو أحوال غير مستقرة ،مثل هذه الأمور تمثّل ضغوطاً، تجعل الطفل لا يركّز على الدراسة ،وتشتت الانتباه هو رد فعل لتلك الضغوط .
6ــ الطعام أيضاً عامل مؤثّر في التركيز؛ صحيح أنَّ الطعام ضروري ،ولكن ينبغي أن لا يكون دسماً، إضافةً إلى التقليل من تناول الحلويات ولاسيما قبل المذكرة والدراسة ،إذ يرى بعض المختصّين أنَّهُ يجب على الآباء تقليل كمية السكر التي يتناولها الطفل، فبعد تشخيص ما يقرب من 1400 طفل وجد حوالي ثلث الأطفال يتدهور سلوكهم ،ويزداد نشاطهم الحركي بشكلٍ واضح عند تناولهم الأطعمة المرتفعة السكريات ، ممّا يؤثّر على تركيزهم أثناء المذاكرة، وأثبتت بعض البحوث أيضا أنَّ الطعام الغني بالبروتين، ، يمكن أن يبطل مفعول السكر لدى الأطفال الحساسين له ، لذلك إذا كان طفلك يتناول طعاما يحتوي على السكر فقدّم له مصدر بروتين كاللبن ،أو البيض ، والجبن، وكذلك للفواكه دور في المساعدة على التركيز .

7ــ التواصل مع المعلّم؛ على الوالدين التواصل مع المدرسة والتشاور والتباحث مع المعلّم ، ولاسيما إذا كانت مشكلة تشتت الانتباه تحدث مع طفلك في المدرسة، قد يتعلّق الأمر بالمعلّم ، كطريقة شرحه للدرس، أو طريقة تعامله مع المتعلّمين، ينبغي بالمعلّم الابتعاد عن الكلمات المحبطة مثل(غبي ،فاشل ...الخ) ،إضافةً إلى أنَّ التواصل بين البيت والمدرسة، يجعل التلميذ يشعر بأنَّهُ مُتابع فيكون إنجازه أفضل. وإذا لم تفيد كل هذه الخطوات ،يجب عرضه على طبيبٍ نفساني .

المصادر
صور من من المقالة
نبذة عن الكاتب
- ماجستير / علم النفس التربوي
- خريج اعدادية كربلاء للبنين عام ١٩٨٢
- خريج كلية الآداب _ جامعة بغداد ١٩٨٧
- أكملت الماجستير ٢٠٢٠
- عملت في مجال الإرشاد التربوي ٢٥ سنة لحين احالتي على التقاعد ٢٠١٢
- درست مادة علم النفس في معهد المعلمين المسائي _ كربلاء للفترة من ٢٠٠٤ ولغاية ٢٠٠٩
- باحث في إرشاد الأطفال والإرشاد الاسري
- اعمل الآن في قسم التربية والتعليم في العتبة العباسية منذ عام ٢٠١٥ ولحد الآن صفة باحث تربوي في مجال الإرشاد التربوي وإرشاد الأطفال
- خبير في تشخيص وعلاج المشكلات السلوكية للأطفال
- قدمت العديد من الورش التدريبية المعلمين والمعلمات والمرشدين التربويين ومعلمات رياض الأطفال في مجال ( المشكلات السلوكية ، التربية الذكية ، المهارات التربوية والتعليمية للمعلم الناجح ومهارات المرشد التربوي الناجح.، تنمية الإبداع ، التطبيقات العملية للنظريات الارشادية).
- كتبت ١٣ مقال في المجال التربوي في موقع alameed.iq
- ساهمت مع لجنة تربوية بتأليف كتاب (دليل المرشد التربوي لرعاية السلوك) عام ٢٠١٧
انهلوا من بحور العلم ما استطعتم، فهي طريقكم نحو التفوق والنجاح.

مجموعة العميد التعليمية

اغلاق